ومنهم: : أهل الغار
أخبرنا عبد الأول بن عيسى قال: أخبرنا قال: أخبرنا الداودي ابن أعين السرخسي قال: أخبرنا قال: حدثنا الفربري قال: أخبرنا البخاري سعيد بن مريم قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة قال: أخبرنا نافع ، عن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ابن عمر
فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران ولي صبية صغار ، كنت [ ص: 163 ] أرعى عليهم ، فإذا أرحت عليهم فحلبت بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي ، وإنه نأى بي السحر فما أتيت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما ، فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب فقمت عند رءوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما ، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما ، والصبية يتضاغون عند قدمي ، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما حتى طلع الفجر ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ، ففرج الله تعالى لهم فرجة حتى رأوا منها السماء .
وقال الثاني: اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ، فطلبت إليها نفسها ، فأبت حتى آتيها ثمانين دينارا ، فسعيت حتى جمعت مائة دينار ، فلقيتها بها ، فلما قعدت بين رجليها قالت: يا عبد الله ، اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه ، فقمت عنها اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا منها ، ففرج لهم فرجة .
وقال الآخر: اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق أرز ، فلما قضى عمله ، قال: أعطني حقي ، فعرضت عليه حقه فتركه ورغب عنه ، فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا وراعيها ، فجاءني وقال: اتق الله ، ولا تظلمني ، فأعطني حقي ، فقلت: اذهب إلى تلك البقر وراعيها فخذها ، فقال: اتق الله ولا تهزأ بي ، فقلت: إني لا أهزأ بك ، فخذ تلك البقر وراعيها ، فأخذها وانطلق بها ، قال: كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما بقي ، ففرج الله عنهم . " بينما ثلاثة نفر يماشون أخذهم المطر فمالوا إلى غار في الجبل [ فدخلوه ] ، فانحطت على فم الغار صخرة من الجبل فأطبقت عليهم [ الغار ] ، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالا عملتموها صالحة فادعوا الله بها لعله يفرجها .