قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109nindex.php?page=treesubj&link=28908يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب ) ( 109 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109يوم يجمع الله ) : العامل في " يوم " " يهدي " ؛ أي : لا يهديهم في ذلك اليوم إلى حجة ، أو إلى طريق الجنة .
[ ص: 351 ] وقيل : هو مفعول به ، والتقدير : واسمعوا خبر " يوم يجمع الله الرسل " فحذف المضاف . ( ماذا ) : في موضع نصب بـ " أجبتم " ، وحرف الجر محذوف ؛ أي : بماذا أجبتم .
وما ، وذا هنا بمنزلة اسم واحد ، ويضعف أن يجعل " ذا " بمعنى الذي هاهنا ؛ لأنه لا عائد هنا ، وحذف العائد مع حرف الجر ضعيف .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109إنك أنت علام الغيوب ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إنك أنت العزيز الحكيم ) [ المائدة : 118 ] مثل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=32إنك أنت العليم الحكيم ) [ البقرة : 32 ] وقد ذكر في البقرة .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110nindex.php?page=treesubj&link=28908إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين ) ( 110 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110إذ قال الله ) : يجوز أن يكون بدلا من " يوم " ، والتقدير : إذ يقول ، ووقعت هنا " إذ " هي للماضي على حكاية الحال ، ويجوز أن يكون التقدير : اذكر إذ يقول . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110ياعيسى ابن مريم ) : يجوز أن يكون على الألف من عيسى فتحة ؛ لأنه قد وصف بابن ، وهو بين علمين ، وأن يكون عليها ضمة ، وهي مثل قولك : يا زيد بن عمر بفتح الدال وضمها ، فإذا قدرت الضم ، جاز أن تجعل " ابن مريم " صفة وبيانا وبدلا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110إذ أيدتك ) : العامل في إذ " نعمتي " . ويجوز أن يكون حالا من نعمتي ، وأن يكون مفعولا به على السعة ، وأيدتك ، وآيدتك : قد قرئ بهما ، وقد ذكر في البقرة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110تكلم الناس ) : في موضع الحال من الكاف في " أيدتك " .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110في المهد ) : ظرف لـ " تكلم " ، أو حال من ضمير الفاعل في " تكلم " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110وكهلا ) : حال منه أيضا ، ويجوز أن يكون من الكاف في أيدتك ، وهي حال مقدرة . " وإذ علمتك " . " وإذ تخلق " . " وإذ تخرج " معطوفات على إذ أيدتك .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110من الطين ) : يجوز أن يتعلق بـ " تخلق " فتكون من لابتداء غاية الخلق ، وأن يكون حالا من " هيئة الطير " على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه ، والكاف مفعول تخلق ، وقد تكلمنا على قوله " هيئة الطير " في آل عمران . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110فتكون طيرا ) : يقرأ بياء ساكنة من غير ألف ، وفيه وجهان : أحدهما : أنه مصدر في معنى الفاعل .
[ ص: 352 ] والثاني : أن يكون أصله طيرا مثل سيد ، ثم خفف ، إلا أن ذلك يقل فيما عينه ياء ، وهو جائز ، ويقرأ طائرا ، وهي صفة غالبة .
وقيل : هو اسم للجمع ، مثل الحامل والباقر . و ( تبرئ ) : معطوف على " تخلق " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110إذ جئتهم ) : ظرف لكففت . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110سحر مبين ) : يقرأ بغير ألف على أنه مصدر ، ويشار به إلى ما جاء به من الآيات .
ويقرأ ساحر بالألف ، والإشارة به إلى عيسى .
وقيل : هو فاعل في معنى المصدر ؛ كما قالوا : عائذا بالله منك ؛ أي : عوذا أو عياذا .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=111nindex.php?page=treesubj&link=28908وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون ) المائدة : 111 ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=111وإذ أوحيت ) : معطوف على : " إذ أيدتك " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=111أن آمنوا ) : يجوز أن تكون أن مصدرية ، فتكون في موضع نصب بأوحيت ، وأن تكون بمعنى أي ، وقد ذكرت نظائره .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109nindex.php?page=treesubj&link=28908يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) ( 109 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ ) : الْعَامِلُ فِي " يَوْمَ " " يَهْدِي " ؛ أَيْ : لَا يَهْدِيهِمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى حُجَّةٍ ، أَوْ إِلَى طَرِيقِ الْجَنَّةِ .
[ ص: 351 ] وَقِيلَ : هُوَ مَفْعُولٌ بِهِ ، وَالتَّقْدِيرُ : وَاسْمَعُوا خَبَرَ " يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ " فَحُذِفَ الْمُضَافُ . ( مَاذَا ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِـ " أَجَبْتُمْ " ، وَحَرْفُ الْجَرِّ مَحْذُوفٌ ؛ أَيْ : بِمَاذَا أَجَبْتُمْ .
وَمَا ، وَذَا هُنَا بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ وَاحِدٍ ، وَيَضْعُفُ أَنْ يُجْعَلَ " ذَا " بِمَعْنَى الَّذِي هَاهُنَا ؛ لِأَنَّهُ لَا عَائِدَ هُنَا ، وَحَذْفُ الْعَائِدِ مَعَ حَرْفِ الْجَرِّ ضَعِيفٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=118إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [ الْمَائِدَةِ : 118 ] مِثْلُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=32إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) [ الْبَقَرَةِ : 32 ] وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْبَقَرَةِ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110nindex.php?page=treesubj&link=28908إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ) ( 110 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110إِذْ قَالَ اللَّهُ ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْ " يَوْمَ " ، وَالتَّقْدِيرُ : إِذْ يَقُولُ ، وَوَقَعَتْ هُنَا " إِذْ " هِيَ لِلْمَاضِي عَلَى حِكَايَةِ الْحَالِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ : اذْكُرْ إِذْ يَقُولُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى الْأَلِفِ مِنْ عِيسَى فَتْحَةٌ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ وُصِفَ بِابْنٍ ، وَهُوَ بَيْنَ عَلَمَيْنِ ، وَأَنْ يَكُونَ عَلَيْهَا ضَمَّةٌ ، وَهِيَ مِثْلُ قَوْلِكَ : يَا زَيْدُ بْنَ عُمَرَ بِفَتْحِ الدَّالِ وَضَمِّهَا ، فَإِذَا قَدَّرْتَ الضَّمَّ ، جَازَ أَنْ تَجْعَلَ " ابْنَ مَرْيَمَ " صِفَةً وَبَيَانًا وَبَدَلًا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110إِذْ أَيَّدْتُكَ ) : الْعَامِلُ فِي إِذْ " نِعْمَتِي " . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ نِعْمَتِي ، وَأَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا بِهِ عَلَى السَّعَةِ ، وَأَيَّدْتُكَ ، وَآيَدْتُكَ : قَدْ قُرِئَ بِهِمَا ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْبَقَرَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110تُكَلِّمُ النَّاسَ ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الْكَافِ فِي " أَيَّدْتُكَ " .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110فِي الْمَهْدِ ) : ظَرْفٌ لِـ " تُكَلِّمُ " ، أَوْ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ فِي " تُكَلِّمُ " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110وَكَهْلًا ) : حَالٌ مِنْهُ أَيْضًا ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْكَافِ فِي أَيَّدْتُكَ ، وَهِيَ حَالٌ مُقَدَّرَةٌ . " وَإِذْ عَلَّمْتُكَ " . " وَإِذْ تَخْلُقُ " . " وَإِذْ تَخْرُجُ " مَعْطُوفَاتٌ عَلَى إِذْ أَيَّدْتُكَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110مِنَ الطِّينِ ) : يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِـ " تَخْلُقُ " فَتَكُونَ مِنْ لِابْتِدَاءِ غَايَةِ الْخَلْقِ ، وَأَنْ يَكُونَ حَالًا مِنْ " هَيْئَةِ الطَّيْرِ " عَلَى قَوْلِ مَنْ أَجَازَ تَقْدِيمَ حَالِ الْمَجْرُورِ عَلَيْهِ ، وَالْكَافُ مَفْعُولُ تَخْلُقُ ، وَقَدْ تَكَلَّمْنَا عَلَى قَوْلِهِ " هَيْئَةِ الطَّيْرِ " فِي آلِ عِمْرَانَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110فَتَكُونُ طَيْرًا ) : يُقْرَأُ بِيَاءٍ سَاكِنَةٍ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ ، وَفِيهِ وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ مَصْدَرٌ فِي مَعْنَى الْفَاعِلِ .
[ ص: 352 ] وَالثَّانِي : أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ طَيِّرًا مِثْلَ سَيِّدٍ ، ثُمَّ خُفِّفَ ، إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ يَقِلُّ فِيمَا عَيْنُهُ يَاءٌ ، وَهُوَ جَائِزٌ ، وَيُقْرَأُ طَائِرًا ، وَهِيَ صِفَةٌ غَالِبَةٌ .
وَقِيلَ : هُوَ اسْمٌ لِلْجَمْعِ ، مِثْلُ الْحَامِلِ وَالْبَاقِرِ . وَ ( تُبْرِئُ ) : مَعْطُوفٌ عَلَى " تَخْلُقُ " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110إِذْ جِئْتَهُمْ ) : ظَرْفٌ لِكَفَفْتُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=110سِحْرٌ مُبِينٌ ) : يُقْرَأُ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ ، وَيُشَارُ بِهِ إِلَى مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْآيَاتِ .
وَيُقْرَأُ سَاحِرٌ بِالْأَلِفِ ، وَالْإِشَارَةُ بِهِ إِلَى عِيسَى .
وَقِيلَ : هُوَ فَاعِلٌ فِي مَعْنَى الْمَصْدَرِ ؛ كَمَا قَالُوا : عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْكَ ؛ أَيْ : عَوْذًا أَوْ عِيَاذًا .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=111nindex.php?page=treesubj&link=28908وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ) الْمَائِدَةِ : 111 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=111وَإِذْ أَوْحَيْتُ ) : مَعْطُوفٌ عَلَى : " إِذْ أَيَّدْتُكَ " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=111أَنْ آمِنُوا ) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أَنْ مَصْدَرِيَّةً ، فَتَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِأَوْحَيْتُ ، وَأَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى أَيْ ، وَقَدْ ذَكَرْتُ نَظَائِرَهُ .