الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين ( 223 ) ) .

قوله تعالى : ( حرث لكم ) : إنما أفرد الخبر والمبتدأ جمع ; لأن الحرث مصدر وصف به وهو في معنى المفعول ; أي محروثات .

( أنى شئتم ) : أي كيف شئتم ، وقيل : متى شئتم ، وقيل : من أين شئتم بعد أن يكون في الموضع المأذون فيه والمفعول محذوف ; أي شئتم الإتيان .

ومفعول ( قدموا ) محذوف تقديره : نية الولد ، أو نية الإعفاف .

( وبشر ) : خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - لجري ذكره في قوله يسألونك .

قال تعالى : ( ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم ( 224 ) ) .

قوله تعالى : ( أن تبروا ) : في موضع نصب مفعول من أجله ; أي مخافة أن تبروا . وعند الكوفيين لئلا تبروا ، وقال أبو إسحاق : هو في موضع رفع بالابتداء ، والخبر محذوف ; أي أن تبروا وتتقوا خير لكم . وقيل التقدير : في أن تبروا ، فلما حذف حرف الجر نصب ; وقيل : هو في موضع جر بالحرف المحذوف .

قال تعالى : ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم ( 225 ) ) .

قوله تعالى : ( في أيمانكم ) : يجوز أن تتعلق " في " بالمصدر ، كما تقول لغا في يمينه ، ويجوز أن يكون حالا منه تقديره : باللغو كائنا في أيمانكم ، ويقرب عليك هذا المعنى أنك لو أتيت بالذي لكان المعنى مستقيما ، وكان صفة كقولك باللغو الذي في أيمانكم .

( بما كسبت ) : يجوز أن تكون " ما " مصدرية فلا تحتاج إلى ضمير ، وأن تكون بمعنى الذي أو نكرة موصوفة فيكون العائد محذوفا .

[ ص: 146 ] قال تعالى : ( للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم ( 226 ) ) .

قوله تعالى : للذين يؤلون اللام متعلقة بمحذوف ، وهو الاستقرار ، وهو خبر ، والمبتدأ " تربص " . وعلى قول الأخفش هو فعل وفاعل .

وأما ( من ) فقيل : يتعلق بيؤلون يقال آلى من امرأته وعلى امرأته وقيل : الأصل على ، ولا يجوز أن يقام من مقام على ، فعند ذلك تتعلق من بمعنى الاستقرار ، وإضافة التربص إلى الأشهر إضافة المصدر إلى المفعول فيه في المعنى ، وهو مفعول به على السعة والألف في : فاءوا منقلبة عن ياء لقولك فاء يفي فيئة .

قال تعالى : ( وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم ( 227 ) ) .

قوله تعالى : ( وإن عزموا الطلاق ) : أي على الطلاق ، فلما حذف الحرف نصب ، ويجوز أن يكون حمل عزم على نوى فعداه بغير حرف ، والطلاق اسم للمصدر ، والمصدر التطليق .

التالي السابق


الخدمات العلمية