قال تعالى : ( فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس ) ( 7 ) .
قوله تعالى : ( في قرطاس ) : نعت لكتاب . ويجوز أن يتعلق بكتاب على أنه ظرف له . والكتاب هنا : المكتوب في الصحيفة لا نفس الصحيفة .
[ ص: 359 ] والقرطاس بكسر القاف وفتحها لغتان ، وقد قرئ بهما .
والهاء في " لمسوه " يجوز أن ترجع على قرطاس ، وأن ترجع على كتاب .
قال تعالى : ( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ) ( 9 ) .
قوله تعالى : ( ما يلبسون ) : " ما " بمعنى الذي ، وهي مفعول : لبسنا .
قال تعالى : ( فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون ولقد استهزئ برسل من قبلك ) ( 10 ) .
قوله تعالى : ( ولقد استهزئ ) : يقرأ بكسر الدال على أصل التقاء الساكنين ، وبضمها على أنه أتبع حركتها حركة التاء ؛ لضعف الحاجز بينهما . و " ما " بمعنى الذي ، وهو فاعل حاق . و ( به ) : يتعلق بـ " يستهزئون " .
و ( منهم ) : الضمير للرسل ، فيكون منهم متعلقا بسخروا لقوله : فيسخرون منهم . ويجوز في الكلام سخرت به . ويجوز أن يكون الضمير راجعا إلى المستهزئين ، فيكون منهم حالا من ضمير الفاعل في سخروا .
قال تعالى : ( كيف كان عاقبة المكذبين قل سيروا في الأرض ثم انظروا ) ( 11 ) .
قوله تعالى : ( كيف كان ) : كيف خبر كان . و ( عاقبة ) : اسمها ، ولم يؤنث الفعل ؛ لأن العاقبة بمعنى المعاد ، فهو في معنى المذكور ، ولأن التأنيث غير حقيقي .
قال تعالى : ( كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله ) ( 12 ) .
قوله تعالى : ( لمن ) : " من " استفهام ، و " ما " بمعنى الذي في موضع مبتدأ ، ولمن خبره . ( قل لله ) : أي : قل هو لله . ( ليجمعنكم ) : قيل : موضعه نصب بدلا من الرحمة ، وقيل : لا موضع له ؛ بل هو مستأنف ، واللام فيه جواب قسم محذوف وقع " كتب " موقعه .
( لا ريب فيه ) : قد ذكر في آل عمران والنساء .
( الذين خسروا ) : مبتدأ " فهم " مبتدأ ثان . و ( لا يؤمنون ) : خبره . والثاني وخبره خبر الأول ؛ ودخلت الفاء لما في الذين من معنى الشرط . وقال الأخفش : للذين خسروا بدل من المنصوب في ليجمعنكم ؛ وهو بعيد ؛ لأن ضمير المتكلم والمخاطب لا يبدل منهما لوضوحهما غاية الوضوح ، وغيرهما دونهما في ذلك .