قال تعالى : ( وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم ) ( 10 ) .
قوله تعالى : ( وما جعله الله ) : الهاء هنا مثل الهاء التي في آل عمران .
قال تعالى : ( وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ) ( 11 ) .
قوله تعالى : ( إذ يغشيكم ) : " إذ " مثل : ( إذ تستغيثون ) ، ويجوز أن يكون ظرفا لما دل عليه ( عزيز حكيم ) .
ويقرأ : " يغشاكم " بالتخفيف والألف . و ( النعاس ) : فاعله ، ويقرأ بضم الياء وكسر الشين وياء بعدها ، و " النعاس " بالنصب ؛ أي : يغشيكم الله النعاس .
[ ص: 458 ] ويقرأ كذلك إلا أنه بتشديد الشين .
و ( أمنة ) : مذكور في آل عمران .
( ماء ليطهركم ) : الجمهور على المد ، والجار والمجرور صفة له .
ويقرأ شاذا بالقصر ، وهي بمعنى الذي .
( رجز الشيطان ) : الجمهور على الزاي ، ويراد به هنا الوسواس ، وجاز أن يسمى رجزا ؛ لأنه سبب للرجز وهو العذاب .
وقرئ بالسين ، وأصل الرجس الشيء القذر ، فجعل ما يفضي إلى العذاب رجسا استقذارا له .
قال تعالى : ( فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم ) ( 12 ) .
قوله تعالى : ( فوق الأعناق ) : هو ظرف ضربوا ، وفوق العنق الرأس .
وقيل : هو مفعول به . وقيل : فوق زائدة . ( منهم ) : حال من " كل بنان " ؛ أي : كل بنان كائنا منهم .
ويضعف أن يكون حالا من بنان ، إذ فيه تقديم حال المضاف إليه على المضاف .
قال تعالى : ( ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ) ( 13 ) .
( ذلك ) : أي الأمر ، وقيل : ذلك مبتدأ .
و ( بأنهم ) : الخبر ؛ أي : ذلك مستحق بشقاقهم .
( ومن يشاقق الله ) : إنما لم يدغم ؛ لأن القاف الثانية ساكنة في الأصل ، وحركتها هنا لالتقاء الساكنين ، فهي غير معتد بها .
[ ص: 459 ] قال تعالى : ( ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار ) ( 14 ) .
قوله تعالى : ( ذلكم فذوقوه ) : أي الأمر ذلكم ، أو ذلكم واقع ، أو مستحق ، ويجوز أن يكون في موضع نصب ؛ أي : ذوقوا ذلكم ، وجعل الفعل الذي بعده مفسرا له ، والأحسن أن يكون التقدير : باشروا ذلكم فذقوه لتكون الفاء عاطفة . ( وأن للكافرين ) : أي : والأمر أن للكافرين .
قال تعالى : ( فلا تولوهم الأدبار يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا ) ( 15 ) .
قوله تعالى : ( زحفا ) : مصدر في موضع الحال .
وقيل : هو مصدر للحال المحذوفة ؛ أي : تزحفون زحفا . و ( الأدبار ) : مفعول ثان لتولوهم .
قال تعالى : ( أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال ) ( 16 ) .
قوله تعالى : ( متحرفا ) ، ( أو متحيزا ) : حالان من ضمير الفاعل في يولهم .
قال تعالى : ( ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين ) ( 18 ) .
قوله تعالى : ( ذلكم ) : أي الأمر ذلكم ، " و " الأمر " أن الله موهن " بتشديد الهاء وتخفيفها ، وبالإضافة والتنوين ، وهو ظاهر .
قال تعالى : ( وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ) ( 19 ) .
قوله تعالى : ( وأن الله مع المؤمنين ) : يقرأ بالكسر على الاستئناف ، وبالفتح على تقدير : والأمر أن الله مع المؤمنين .