قال تعالى : ( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين ) ( 43 ) .
قوله تعالى : ( حتى يتبين ) : حتى متعلقة بمحذوف دل عليه الكلام تقديره : هلا أخرتهم إلى أن يتبين أو ليتبين ، وقوله : " لم أذنت لهم " يدل على المحذوف .
ولا يجوز أن يتعلق " حتى " بأذنت ؛ لأن ذلك يوجب أن يكون أذن لهم إلى هذه الغاية ، أو لأجل التبيين ، وهذا لا يعاتب عليه .
قال تعالى : ( وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة ) ( 47 ) .
قوله تعالى : ( خلالكم ) : ظرف لأوضعوا ؛ أي : أسرعوا فيما بينكم .
( يبغونكم ) : حال من الضمير في " أوضعوا " .
قال تعالى : ( وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا ) ( 49 ) .
قوله تعالى : ( يقول ائذن لي ) : هو مثل قوله : ( ائتنا بما تعدنا ) [ الأعراف : 70 ] وقد ذكر .
[ ص: 480 ] قال تعالى : ( ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ) ( 52 ) .
قوله تعالى : ( هل تربصون ) : الجمهور على تسكين اللام ، وتخفيف التاء .
ويقرأ بكسر اللام ، وتشديد التاء ، ووصلها ، والأصل " تتربصون " ، فسكن التاء الأولى ، وأدغمها ووصلها بما قبلها ، وكسرت اللام لالتقاء الساكنين ، ومثله : ( نارا تلظى ) [ الليل : 14 ] وله نظائر .
( ونحن نتربص بكم أن يصيبكم ) : مفعول نتربص ، وبكم متعلقة بنتربص .
قال تعالى : ( ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ) ( 54 ) .
قوله تعالى : ( أن تقبل ) : في موضع نصب بدلا من المفعول في منعهم .
ويجوز أن يكون التقدير : من أن تقبل . و ( أنهم كفروا ) : في موضع الفاعل . ويجوز أن يكون فاعل منع " الله " وأنهم كفروا مفعول له ؛ أي : إلا لأنهم كفروا .
قال تعالى : ( لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون ) ( 57 ) .
قوله تعالى : ( أو مدخلا ) : يقرأ بالتشديد ، وضم الميم ، وهو مفتعل من الدخول ، وهو الموضع الذي يدخل فيه ، ويقرأ بضم الميم ، وفتح الخاء من غير تشديد .
ويقرأ بفتحهما ، وهما مكانان أيضا ، وكذلك المغارة ، وهي واحد مغارات ، وقيل : الملجأ ، وما بعده مصادر ؛ أي : لو قدروا على ذلك لمالوا إليه .
قال تعالى : ( فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ومنهم من يلمزك في الصدقات ) ( 58 ) .
قوله تعالى : ( يلمزك ) : يجوز كسر الميم وضمها ، وهما لغتان ، قد قرئ بهما .
[ ص: 481 ] ( إذا هم ) : إذا هنا للمفاجأة ، وهي ظرف مكان ، وجعلت في جواب الشرط كالفاء لما فيها من المفاجأة ، وما بعدها ابتداء وخبر .
والعامل في إذا : " يسخطون " .
قال تعالى : ( والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب ) ( 60 ) .
قوله تعالى : ( فريضة ) : حال من الضمير في الفقراء ؛ أي : مفروضة . وقيل : هو مصدر ، والمعنى فرض الله ذلك فرضا .
قال تعالى : ( قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن ) ( 61 ) .
قوله تعالى : ( قل أذن خير ) : أذن : خبر مبتدأ محذوف ؛ أي : هو .
ويقرأ بالإضافة ؛ أي : مستمع خبر ، ويقرأ بالتنوين ورفع خير على أنه صفة لأذن ، والتقدير : أذن ذو خير . ويجوز أن يكون " خير " بمعنى أفعل ؛ أي : أذن أكثر خيرا لكم .
( يؤمن بالله ) : في موضع رفع صفة أيضا ، واللام في : " للمؤمنين " زائدة دخلت لتفرق بين يؤمن بمعنى يصدق ، ويؤمن بمعنى يثبت الأمان .
( ورحمة ) : بالرفع عطف على " أذن " ؛ أي : هو أذن ورحمة ، ويقرأ بالجر عطفا على خير فيمن جر خيرا .