قال تعالى : ( والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين ) ( 70 ) .
قوله تعالى : ( قوم نوح ) : هو بدل من الذين .
قال تعالى : ( خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار ) ( 72 ) .
قوله تعالى : ( ورضوان من الله ) : مبتدأ ، و ( أكبر ) : خبره .
قال تعالى : ( ومأواهم جهنم وبئس المصير يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ) ( 73 ) .
قوله تعالى : ( واغلظ عليهم ومأواهم جهنم ) : إن قيل : كيف حسنت الواو هنا ، والفاء أشبه بهذا الموضع ؟ ففيه ثلاثة أوجه : [ ص: 484 ] أحدها : أنها واو الحال ، والتقدير : افعل ذلك في حال استحقاقهم جهنم ، وتلك الحال حال كفرهم ونفاقهم . والثاني : أن الواو جيء بها تنبيها على إرادة فعل محذوف تقديره : واعلم أن مأواهم جهنم . والثالث : أن الكلام محمول على المعنى . والمعنى أنه قد اجتمع لهم عذاب الدنيا بالجهاد والغلظة وعذاب الآخرة بجعل جهنم مأوى لهم .
قال تعالى : ( وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم ) ( 74 ) .
قوله تعالى : ( ما قالوا ) : هو جواب قسم ، ويحلفون قائم مقام القسم .
قوله تعالى : ( وما نقموا إلا أن أغناهم الله ) : أن وما عملت فيه مفعول " نقموا " ؛ أي : وما كرهوا إلا إغناء الله إياهم . وقيل : هو مفعول من أجله ، والمفعول به محذوف ؛ أي : ما كرهوا الإيمان إلا ليغنوا .
قال تعالى : ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ) ( 75 ) .
قوله تعالى : ( لئن آتانا من فضله ) : فيه وجهان : أحدهما : تقديره : عاهد ، فقال لئن آتانا . والثاني : أن يكون " عاهد " بمعنى " قال " ، إذ العهد قول .
قال تعالى : ( والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ) ( 79 ) .
قوله تعالى : ( الذين يلمزون ) : مبتدأ .
و ( من المؤمنين ) : حال من الضمير في " المطوعين " .
و ( في الصدقات ) : متعلق بيلمزون ، ولا يتعلق بالمطوعين لئلا يفصل بينهما بأجنبي .
( والذين لا يجدون ) : معطوف على الذين يلمزون . وقيل : على المطوعين ؛ أي : ويلمزون الذين لا يجدون . وقيل : هو معطوف على المؤمنين ، وخبر الأول على هذه الوجوه فيه وجهان : أحدهما " فيسخرون " ودخلت الفاء لما في الذين من الشبه بالشرط . والثاني : أن الخبر " سخر الله منهم " وعلى هذا المعنى يجوز أن يكون الذين يلمزون في موضع نصب بفعل محذوف يفسره سخر تقديره : عاب الذين يلمزون .
[ ص: 485 ] وقيل : الخبر محذوف تقديره : منهم الذين يلمزون .
قال تعالى : ( ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) ( 80 ) .
قوله تعالى : ( سبعين مرة ) : هو منصوب على المصدر ، والعدد يقوم مقام المصدر ؛ كقولهم ضربته عشرين ضربة .
قال تعالى : ( وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله ) ( 81 ) .
قوله تعالى : ( بمقعدهم ) : أي : بقعودهم .
و ( خلاف رسول الله ) : ظرف بمعنى خلف ؛ أي : بعده ، والعامل فيه " مقعد " . ويجوز أن يكون العامل " فرح " . وقيل : هو مفعول من أجله ؛ فعلى هذا هو مصدر ؛ أي : لمخالفته ، والعامل المقعد أو فرح . وقيل : هو منصوب على المصدر بفعل دل عليه الكلام ؛ لأن مقعدهم عنه تخلف .
قال تعالى : ( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون ) ( 82 ) .
قوله تعالى : ( قليلا ) : أي : ضحكا قليلا ، أو زمنا قليلا .
و ( جزاء ) : مفعول له أو مصدر على المعنى .