قال تعالى : ( ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ) ( 95 ) .
قوله تعالى : ( جزاء ) : مصدر ؛ أي : يجزون بذلك جزاء ، أو هو مفعول له .
قال تعالى : ( وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم الأعراب أشد كفرا ونفاقا ) ( 97 ) .
قوله تعالى : ( وأجدر أن لا يعلموا ) : أي : بأن يعلموا .
قال تعالى : ( عليهم دائرة السوء والله سميع عليم ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر ) ( 98 ) .
قوله تعالى : ( بكم الدوائر ) : يجوز أن تتعلق الباء بـ ( يتربص ) وأن يكون حالا من الدوائر .
( دائرة السوء ) : يقرأ بضم السين ، وهو الضرر ، وهو مصدر في الحقيقة يقال سؤته سوءا ومساءة ومسائية .
[ ص: 488 ] ويقرأ بفتح السين وهو الفساد والرداءة .
قال تعالى : ( عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات ) ( 99 ) .
قوله تعالى : ( قربات ) : هو مفعول ثان لـ " يتخذ " .
.
و ( عند الله ) : صفة لقربات ، أو ظرف لـ " يتخذ " ، أو لقربات .
( وصلوات الرسول ) : معطوف على ما ينفق تقديره : وصلوات الرسول قربات .
و : قربة بسكون الراء ، وقرئ بضمها على الإتباع .
قال تعالى : ( والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ) ( 100 ) .
قوله تعالى : ( والسابقون ) : يجوز أن يكون معطوفا على قوله " من يؤمن " تقديره : ومنهم السابقون .
ويجوز أن يكون مبتدأ ، وفي الخبر ثلاثة أوجه : أحدها : " الأولون " والمعنى : والسابقون إلى الهجرة الأولون من أهل الملة ، أو والسابقون إلى الجنة الأولون إلى الهجرة . والثاني : الخبر " من المهاجرين والأنصار " والمعنى فيه الإعلام بأن السابقين من هذه الأمة هم من المهاجرين والأنصار .
والثالث : أن الخبر " رضي الله عنهم " ويقرأ " والأنصار " بالرفع على أن يكون معطوفا على " السابقون " ، أو يكون مبتدأ ، والخبر " رضي الله عنهم " وذلك على الوجهين الأولين .
وبإحسان حال من ضمير الفاعل في " اتبعوهم " .
[ ص: 489 ] ( تجري تحتها ) : و " من تحتها " والمعنى فيهما واضح .
قال تعالى : ( لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق ) ( 101 ) .
قوله تعالى : ( وممن ) : من بمعنى الذي ، و ( منافقون ) : مبتدأ ، وما قبله الخبر .
و ( مردوا ) : صفة لمبتدأ محذوف ، تقديره : ومن أهل المدينة قوم مردوا . وقيل : مردوا صفة لمنافقون ، وقد فصل بينهما ، ومن أهل المدينة خبر مبتدأ محذوف تقديره : من أهل المدينة قوم كذلك .
( لا تعلمهم ) : صفة أخرى ، مثل مردوا .
و ( نعلمهم ) : بمعنى نعرفهم ، فهي تتعدى إلى مفعول واحد .
قال تعالى : ( عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ) ( 102 ) .
قوله تعالى : ( وآخرون اعترفوا ) : هو معطوف على منافقون ، ويجوز أن يكون مبتدأ ، واعترفوا صفته ؛ و " خلطوا " خبره .
( وآخر سيئا ) : معطوف على " عملا " ولو كان بالباء جاز أن تقول خلطت الحنطة والشعير ، وخلطت الحنطة بالشعير .
( عسى الله ) : الجملة مستأنفة ؛ وقيل : خلطوا حال وقد معه مرادة ؛ أي : اعترفوا بذنوبهم قد خلطوا ، " وعسى الله " خبر المبتدأ .