[ ص: 57 ] قال تعالى : ( ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون ) ( ( 52 ) ) .
قوله تعالى : ( لعلكم ) : اللام الأولى أصل عند جماعة ; وإنما تحذف تخفيفا في قولك : علك ، وقيل هي زائدة ، والأصل علك ، ولعل حرف ، والحذف تصرف ، والحرف بعيد منه .
قال تعالى : ( وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون ( 53 ) ) .
قوله تعالى : ( والفرقان ) : هو في الأصل مصدر مثل الرجحان والغفران ، وقد جعل اسما للقرآن .
قال تعالى : ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل ( 54 ) ) .
قوله تعالى : ( لقومه ) : اللغة الجيدة أن تكسر الهاء إذا انكسر ما قبلها ، وتزاد عليها ياء في اللفظ ; لأنها خفية لا تبين كل البيان بالكسر وحده ، فإن كان قبلها ياء مثل عليه فالجيد أن تكسر الهاء من غير ياء ; لأن الهاء خفية ضعيفة ، فإذا كان قبلها ياء ، وبعدها ياء لم يقو الحاجز بين الساكنين فإن كان قبل الهاء فتحة أو ضمة ضمت ولحقتها واو في اللفظ نحو : إنه وغلامه لما ذكرنا . ( ياقوم ) : حذف ياء المتكلم اكتفاء بالكسرة ، وهذا يجوز ، وهذا في النداء خاصة ; لأنه لا يلبس ، ومنهم من يثبت الياء ساكنة ، ومنهم من يفتحها ، ومنهم من يقلبها ألفا بعد فتح ما قبلها ، ومنهم من يقول يا قوم بضم الميم . ( إلى بارئكم ) : القراءة بكسر الهمزة ; لأن كسرها إعراب ، وروي عن أبي عمرو تسكينها فرارا من توالي الحركات ، لا يثبت هذه الرواية ، وكان يقول إن الراوي لم يضبط عن وسيبويه أبي عمرو ; لأن أبا عمرو اختلس الحركة ، فظن السامع أنه سكن . ( ذلكم ) : قال بعضهم الأصل ذانكم ; لأن المقدم ذكره التوبة والقتل فأوقع المفرد موقع التثنية ; لأن ذا يحتمل الجميع ، وهذا ليس بشيء ; لأن قوله فاقتلوا تفسير التوبة فهو واحد . ( فتاب عليكم ) : في الكلام حذف تقديره : ففعلتم فتاب عليكم .
قال تعالى : ( فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ( 55 ) ) .
قوله تعالى : ( لن نؤمن لك ) : إنما قال : نؤمن لك لا بك لأن المعنى لن نؤمن لأجل قولك ، أو يكون محمولا على لن نقر لك بما ادعيته .
( جهرة ) : مصدر في موضع الحال من اسم الله ; أي نراه ظاهرا غير مستور ، [ ص: 58 ] وقيل حال من التاء والميم في قلتم ; أي قلتم ذلك مجاهرين .
وقيل هو مصدر منصوب بفعل محذوف أي جهرتم جهرة .
و ( الصاعقة ) : فاعلة بمعنى مفعلة ; يقال أصعقتهم الصاعقة فهو كقولهم أورس النبت فهو وارس ، وأعشب فهو عاشب .