قال تعالى : ( وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ( 26 ) ) .
قوله تعالى : ( قل اللهم ) : الميم المشددة عوض من ياء ، وقال الفراء : الأصل يا الله أمنا بخير ، وهو مذهب ضعيف ، وموضع بيان ضعفه غير هذا الموضع . ( مالك الملك ) : هو نداء ثان ; ; أي يا مالك الملك .
ولا يجوز أن يكون صفة عند على الموضع ; لأن الميم في آخر المنادى تمنع من ذلك عنده ، وأجاز سيبويه المبرد أن يكون صفة . والزجاج
( تؤتي الملك ) : هو وما بعده من المعطوفات خبر مبتدأ محذوف ; أي أنت . وقيل : هو مستأنف .
وقيل : الجملة في موضع الحال من المنادى ; وانتصاب الحال على المنادى مختلف فيه ; والتقدير : من يشاء إتيانه إياه ، ومن يشاء انتزاعه منه .
[ ص: 204 ] ( بيدك الخير ) : مستأنف .
وقيل : حكمه حكم ما قبله من الجمل .
قال تعالى : ( وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ( 27 ) ) .
قوله تعالى : ( الميت من الحي ) : يقرأ بالتخفيف والتشديد ، وقد ذكرناه في قوله : ( إنما حرم عليكم الميتة ) [ البقرة : 173 ] . ( بغير حساب ) : يجوز أن يكون حالا من المفعول المحذوف ; أي ترزق من تشاؤه غير محاسب . ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل ; أي تشاء غير محاسب له ، أو غير مضيق له . ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف ، أو مفعول محذوف ; أي رزقا غير قليل .
قال تعالى : ( ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ( 28 ) ) .
قوله تعالى : ( لا يتخذ المؤمنون ) : هو نهي . وأجاز فيه الرفع على الخبر ، والمعنى لا يبتغي . ( الكسائي من دون ) : في موضع نصب صفة لأولياء . ( فليس من الله في شيء ) : التقدير : فليس في شيء من دين الله ، فمن الله في موضع نصب على الحال ; لأنه صفة للنكرة قدمت عليها .
( إلا أن تتقوا ) : هذا رجوع من الغيبة إلى الخطاب ، وموضع أن تتقوا نصب ; لأنه مفعول من أجله ، وأصل ( تقاة ) وقية ، فأبدلت الواو تاء لانضمامها ضما لازما ; مثل تجاه ، وأبدلت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، وانتصابها على الحال . ويقرأ تقية ، ووزنها فعيلة ، والياء بدل من الواو أيضا .
( ويحذركم الله نفسه ) : أي عقاب نفسه ، كذا قال . وقال غيره لا حذف هنا . الزجاج
[ ص: 205 ] قال تعالى : ( ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ( 29 ) ) .
قوله تعالى : ( ويعلم ما في السماوات ) : هو مستأنف ; وليس من جواب الشرط ; لأنه يعلم ما فيها على الإطلاق .