الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      ولا تخاف دركا يدافع الحذف عنهما بخلف واقع     فناظره ثم معا بهادي
      فيها سراجا.............

      أخبر عن الشيخين بالخلاف في حذف ألف: "تخاف" من قوله: لا تخاف دركا ولا تخشى ، وألف: "يدافع"، "فناظره" المقترن بالفاء و: "بهادي"، المقترن بالباء، و: "سراجا" المقترن بفيها.

      أما "تخاف" من: لا تخاف دركا ففي "طه"، وقد قرأه حمزة بحذف الألف وإسكان الفاء، وقيده بالمجاور، وهو: "دركا"، دفعا لتوهم دخول المفتتح بالياء نحو: فلا يخاف ظلما ولا هضما ، [ ص: 124 ] وقد قرأ المكي هذا أعني: فلا يخاف ظلما ولا هضما بغير ألف بعد الخاء وبجزم الفاء، قال في "التنزيل": وليس عندنا للمصاحف في هذا رواية إلا أن الذي يجب في القياس أن يكتب في مصاحف أهل مكة بغير ألف. اه.

      وذكر قبل هذا احتمال كتابته بالألف، وبحذفها على قراءة غير المكي، والعمل عندنا على إثبات ألفه لغير المكي، وأما "يدافع" ففي "الحج": إن الله يدافع عن الذين آمنوا ، وقد قرأه المكي والبصري بفتح الياء والفاء، وإسكان الدال بينهما من غير ألف.

      وأما "فناظرة" ففي "النمل": فناظرة بم يرجع المرسلون .

      واحترز بقيد المجاور للفاء عن الخالي منها نحو: إلى ربها ناظرة فإن ألفه ثابتة، وأما "بهادي" ففي "النمل والروم": وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم ، وقد قرأه حمزة في السورتين: "تهدي" بتاء مفتوحة وإسكان الهاء من غير ألف بعد الهاء، واحترز بقيد المجاور للباء عن الخالي منها نحو: لهاد الذين آمنوا .

      فما له من هاد فإن ألفه ثابتة.

      وأما "سراجا" المجاور "لفيها" ففي "الفرقان": وجعل فيها سراجا ، وقد قرأه حمزة والكسائي بضم السين والراء جمع سراج، وقيده بالمجاور وهو: "فيها" ليخرج غيره نحو: وجعلنا سراجا وهاجا . فإن ألفه ثابتة، والعمل عندنا على حذف الألف في الألفاظ الخمسة المتقدمة وقوله: "فناظره" بإسكان الهاء لما تقدم.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية