الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ) ( 65 ) .

قوله تعالى : ( إن يكن ) : يجوز أن تكون التامة ، فيكون الفاعل " عشرون " ، و ( منكم ) : حال منها ، أو متعلقة بيكون .

ويجوز أن تكون الناقصة فيكون عشرون اسمها ، " ومنكم " الخبر .

قال تعالى : ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم ) ( 67 ) .

قوله تعالى : ( أسرى ) : فيه قراءات قد ذكرت في البقرة .

( والله يريد الآخرة ) : الجمهور على نصب الآخرة على الظاهر ، وقرئ شاذا بالجر ، تقديره : والله يريد عرض الآخرة ، فحذف المضاف ، وبقي عمله كما قال بعضهم : أكل امرئ تحسبين امرأ ونار توقد بالليل نارا .

؛ أي : وكل نار .

قال تعالى : ( لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ) ( 68 ) .

[ ص: 469 ] قوله تعالى : ( لولا كتاب ) : كتاب مبتدأ ، و " سبق " صفة له . و ( من الله ) : يجوز أن يكون صفة أيضا ، وأن يكون متعلقا بسبق ، والخبر محذوف ؛ أي : تدارككم .

قال تعالى : ( فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم ) ( 69 ) .

قوله تعالى : ( حلالا طيبا ) : قد ذكر في البقرة .

قال تعالى : ( وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم ) ( 71 ) .

قوله تعالى : ( خيانتك ) : مصدر خان يخون ، وأصل الياء الواو ، فقلبت لانكسار ما قبلها ، ووقع الألف بعدها .

قال تعالى : ( إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير ) ( 72 ) .

قوله تعالى : ( من ولايتهم ) : يقرأ بفتح الواو وكسرها ، وهما لغتان ، وقيل : هي بالكسر : الإمارة ، وبالفتح من موالاة النصرة .

قال تعالى : ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) ( 73 ) .

قوله تعالى : ( إلا تفعلوه ) : الهاء تعود على النصر . وقيل : على الولاء والتآمر .

قال تعالى : ( والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم ) ( 75 ) .

قوله تعالى : ( في كتاب الله ) : في موضع نصب بـ ( أولى ) ؛ أي : يثبت ذلك في كتاب الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية