الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      [ ص: 162 ]

      ........... وما بعد الألف فرسمه من نفسه كما أصف


      كقوله دعاؤكم وماؤكم     ونحو أبنائهم نساؤكم

      لما قدم أن الهمز الواقع بعد سكون لا تجعل له صورة، واستثنى من ذلك الهمز المتوسط الواقع بعد الألف المتوسطة أفاد هنا حكم ذلك المستثنى، فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن الهمز المتوسط الواقع بعد الألف المعهودة أول الفصل، وهي المتوسطة رسمه من نفسه، أي: ترسم صورته من جنس حركة نفسه، فإن كان مفتوحا صور ألفا، أو مضموما صور واوا، أو مكسورا صور ياء; لأن تخفيفه يكون بتسهيله بين نفسه وبين الحرف المجانس لحركته، ولا فرق في الألف المذكورة بين أن تكون محذوفة نحو: "الملائكة"، و: "أولئك". أو مرسومة كما في الأمثلة التي مثل بهاالناظم في البيت الثاني وهي أربعة: ثلاثة همزتها مضمومة؛ فقياسها أن تصور واوا وهي: "دعاؤكم". و: "ماؤكم". و: "نساؤكم". نحو: لولا دعاؤكم . إن أصبح ماؤكم غورا . نساؤكم حرث لكم .

      والرابع: همزته مكسورة فقياسها أن تصور ياء، وهو: "أبنائهم"، ولم يقع لفظ: "أبنائهم" في القرآن، قال بعضهم: مثل به لينبه على أن هذا الحكم عام لكتاب المصاحف والنحاة.

      وإنما مثل للمضمومة والمكسورة بعد الألف وترك التمثيل للمفتوحة بعد الألف نحو: "جاءكم"، و: "نداء"، و: "غثاء"; لئلا يتوهم من تمثيله لها أنها تصور تحقيقا مع أنها لا تصور; لأنها لو صورت لكانت صورتها ألفا، فيؤدي تصويرها إلى اجتماع صورتين وسيقول الناظم: وما يؤدي لاجتماع الصورتين. البيت، وإنما كانت الهمزة في: "نداء"، و: "غثاء"، ونحوهما متوسطة لوقوع حرف لازم بعدها وصلا ووقفا، وهو تنوين المنصوب، ولكنه يبدل في الوقف ألفا، ومعنى قول الناظم كما أصف؛ كما أذكر وأمثل.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية