الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      فصل وإن من بعد ضمة أتت أو كسرة فمنهما إن فتحت


      كمائة وفئة وهزؤا     وملئت مؤجلا وكفؤا

      الهمزة تنقسم إلى سبعة أقسام: لأنها إما مبتدأة ولا تكون إلا متحركة، وإما متوسطة ساكنة، أو متوسطة متحركة ساكن ما قبلها، أو متوسطة متحركة متحرك ما قبلها، وإما متطرفة، وتأتي فيها الأقسام الثلاثة التي في المتوسطة، وقد جعل الناظم هذه الأقسام السبعة في أربعة فصول.

      فخص المبتدأة بالفصل الأول، وجمع الهمزة المتوسطة المتحركة، والمتطرفة المتحركة الواقعتين بعد ساكن في الفصل الثاني، وجمع الهمزة المتوسطة الساكنة والمتطرفة الساكنة والمتطرفة المتحركة بعد متحرك في الفصل الثالث، وقد عقد هذا [ ص: 173 ] الفصل الرابع لبقية أقسام الهمزة، وهو قسم المتوسطة المتحركة الواقعة بعد متحرك، ويشتمل هذا القسم على تسعة صور حاصلة من ضرب ثلاث حركات الهمزة في ثلاث حركات ما قبلها وستأتي أمثلتها، وهي راجعة إلى نوعين:

      1 - نوع يصور من جنس حركة ما قبله.

      2 - ونوع يصور من جنس حركة نفسه إلا ما استثني منه.

      وقد صدر الناظم هذا الفصل بالنوع الأول؛ فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن الهمزة المتوسطة إذا كانت مفتوحة بعد ضمة أو كسرة، فإنها تصور من مجانس تلك الضمة، وهو الواو أو الكسرة، وهو الياء; لأن قياس تخفيفها بعد الضمة الإبدال واوا، وبعد الكسرة الإبدال ياء، ثم مثل للأول: "بهزؤا" و: "مؤجلا"، و: "كفؤا". وللثاني: "بمائة"، و: "فئة"، و: "ملئت"، ومنه و: "ننشئكم". مما هو في الأصل متطرف، ولكنه صار في حكم المتوسط بسبب اتصال ضمير متصل به.

      واعلم أنه لا يندرج في هذا الفصل إلا الهمزة المتوسطة كما قررنا، ولا تندرج فيه الهمزة المتطرفة المتحركة الواقعة بعد متحرك نحو: "بادئ الرأي" في قراءة من همز: بادي ، وإن كان البيت الأول يمكن صدقه بها; لأن هذه اندرجت في صريح قول الناظم قبل "وطرفا إن حركت"، ويدل على أن الناظم لم يقصد اندراجها في هذا الفصل اقتصاره في الأمثلة الستة على المتوسطة.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية