الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      ........... وقل عن بعضهم في استيئسوا استيئس أيضا قد رسم


      لأوضعوا وابن نجاح نقلا     جيء لأنتم لأتوها لإلى


      وجاء أيضا لإلى جيء معا     لدى العقيلة...........

      ذكر هنا هنا سبعة ألفاظ اختلف كتاب المصاحف في زيادة الألف فيها وعدم زيادتها .

      وهي: "استيئسوا" و: "استيئس"، و: "لأوضعوا" و: "جيء" و: "لأنتم"، و: "لأتوها". و: "لإلى"، فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن بعض كتاب المصاحف زادوا الألف أيضا في: "استايئسوا" و: "استيئس" و: "لأوضعوا"، وأن ابن نجاح وهو أبو داود نقل الخلاف في زيادة الألف في: "جيء"، و: "لأنتم"، و: "لأتوها"، و: "لإلى"، وأن الشاطبي ذكر في عقيلته "لإلى" بالخلاف أيضا في زيادة الألف وهو من زيادة: "العقيلة"، على ما في "المقنع"; لأن أبا عمرو لم يذكرهما في "المقنع" وإنما ذكرها في "المحكم"، وذكر فيه الخلاف فيهما.

      أما "استيئسوا" و: "استيئس"، ففي "يوسف": "فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا". حتى إذا استيئس الرسل ، وقد رسما في بعض المصاحف بألف بعد التاء وفي بعضها بغير ألف، وهو الأكثر كما ذكره في "المقنع"، وقال أبو داود : "وكلاهما حسن".

      وأما "لأوضعوا"، ففي "التوبة": ولأوضعوا خلالكم ، وقد اختلفت المصاحف فيه؛ ففي بعضها بألف بعد لام ألف، وفي بعضها بغير ألف كما ذكره الشيخان، واختار أبو داود فيه إسقاط الألف.

      وأما "جيء" ففي "الزمر": وجيء بالنبيين .

      وفي "الفجر": وجيء يومئذ بجهنم .

      وقد اختلفت فيه المصاحف، فكتب في بعضها بألف بين الجيم والياء، وفي بعضها بغير ألف كما ذكره أبو داود.

      - وأما "لأنتم" ففي "الحشر": لأنتم أشد رهبة .

      - وأما "لأتوها" ففي "الأحزاب": " ثم سئلوا الفتنة لأتوها".

      - وأما "لإلى" ففي "آل عمران": لإلى الله تحشرون .

      وفي "الصافات": ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم .

      وقد ذكر أبو داود [ ص: 186 ] الخلاف في هذه الألفاظ الثلاثة بألف بعد لام ألف وعدم رسمها، واختار كتبها بغير ألف، والعمل عندنا على رسم الألفاظ السبعة المتقدمة بغير ألف، وقول الناظم: "معا" راجع إلى كل واحد من اللفظين، والتقدير لإلى "معا" وجيء معا; لأن كل واحد منهما وقع في موضعين كما تقدم.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية