الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      كحذفهم هداي مع محياي وحذفهم بشراي مع مثواي

      لما ذكر أن لفظ: "وسقياها" حذف ألفه عن بعض كتاب المصاحف دون بعض آخر، شبه هذا الحكم الذي ذكره للفظ: "سقياها"، وهو الحذف عن بعض دون آخر بحكم أربع كلمات ليفيد ثبوته لها كما هو ثابت للفظ "وسقياها"، فالضمير في قوله: "كحذفهم" يعود على بعض كتاب المصاحف المتقدم في قوله: "وعن بعض حذف"، ولا يعود على جميعهم; لأن الحذف في الكلمات الأربع للبعض دون الكل، والكلمات الأربع هي: "هداي" في "البقرة": فمن تبع هداي ، وفي "طه": فمن اتبع هداي .

      و: "محياي" في "الأنعام": إن صلاتي ونسكي ومحياي .

      و: "بشراي" في "يوسف": "يا بشراي هذا غلام".

      و: "مثواي" فيها أيضا: إنه ربي أحسن مثواي .

      وقد ذكر الشيخان أن الكلمات الأربع رسمت في بعض المصاحف بغير ياء ولا ألف، وفي بعضها بإثبات الألف، وكلام أبي عمرو يقتضي ترجيح الحذف في "بشراي"، والإثبات في الثلاثة الأخرى، واختار أبو داود في: "محياي"، و: "بشراي"، و: "مثواي" الحذف، واختلف اختياره في: "هداي" فاختار فيه مرة الحذف ومرة الإثبات، والعمل عندنا على الحذف في: "بشراي"، وعلى الإثبات في الثلاثة الأخرى، وقوله: "كحذفهم" خبر مبتدأ محذوف تقديره: وذلك.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية