الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      كذا قياس نحو لا يستحيي كقوله أنت وليي يحيي

      لما ذكر الناظم ما نص الشيوخ على التخيير فيه بين الإلحاق والاستغناء عنه بالمط، وهو الياء الزائدة وصلة هاء الضمير إذا لم يكن بعدها همز ولا سكون، تعرض في هذا البيت إلى ما لم ينصوا عليه؛ وهو ما ليس بعده همز ولا سكون مما اجتمع فيه [ ص: 269 ] ياءان، وحذفت منهما الثانية على المختار لكونها ساكنة في الطرف نحو: والله لا يستحيي من الحق .

      و: أنت وليي ، و: يحيي ويميت ، فذكر أن قياسه أن يكون مثل ما نصوا عليه في التخيير بين الإلحاق والاستغناء عنه بالمط; لأن الياء في ذلك سقطت من الطرف خطا ولفظا، وهي ساكنة فكانت كالياء الزائدة في: نبغي و: "وعيد" إذ هي ساكنة ساقطة من الطرف خطا لا لفظا، فلذا حكم الناظم بقياس ما هنا على تقدم، وقياسه صحيح، والعمل فيما ذكره هنا على الإلحاق دون الاكتفاء بالمد مثل ما تقدم، فإن جاء بعد حرف المد هنا همز نحو: لا يستحيي أن يضرب ، دخل ذلك في قوله قبل هذا: "وإن تكن ساقطة في الخط" إلخ، وإن جاء بعده سكون نحو: "نحي الموتى" كان ساقطا في الوصل لفظا، فلا يلحق لإجماعهم على أن الضبط مبني على الوصل إلا مواضع مستثناة لم يذكروا هذا منها، ولا يلتفت إلى من زعم أنه يلحق إذ لم يقل به أحد من الأئمة المعتبرين، وقول الناظم "كقوله"، وقع في بعض النسخ بالكاف على أنه تمثيل ل: "نحو لا يستحيي"، وفي بعضها بالواو بدل الكاف.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية