الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وعنهما قاسية وفي الزمر وفي فرادى عن سليمان أثر

      أخبر في الشطر الأول عن الشيخين بحذف ألف: "قاسية"، المنصوب المنون وحذف ألف: "للقاسية" الواقع في "الزمر".

      ثم أخبر في الشطر الثاني عن "سليمان"، وهو أبو داود، بحذف ألف: "فرادى" يعني الألف الأولى منه; لأن الألف الثاني سينص عليه في بابه، أما: "قاسية"، المنصوب المنون، ففي "العقود": وجعلنا قلوبهم قاسية ، وقد قرأه حمزة والكسائي بتشديد الياء من غير ألف.

      وأما الواقع في "الزمر" فهو : فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ، واحترز بتنوين المنصوب في الأول، وبالسورة في الثاني من الخالي عن القيدين وهو: والقاسية قلوبهم في "الحج"، فإن ألفه ثابتة.

      وأما "فرادى" ففي "الأنعام": ولقد جئتمونا فرادى ، وفي "سبإ" أن تقوموا لله مثنى وفرادى لا غير، والعمل عندنا على ما لأبي داود من حذف ألف "فرادى" في السورتين.

      وقوله: وفي "الزمر" عطف على صفة محذوفة مفهومة من لفظ "قاسية"، والتقدير: وحذف ألف "قاسية" المنصوب المنون والواقع في الزمر كائن عنهما.

      وقوله: "أثر" مبني للنائب بمعنى روي وضميره للحذف.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية