الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 31 ] ذكر الحوادث في زمان عيسى عليه السلام

منها: إيمان الحواريين :

وهم اثنا عشر رجلا اتبعوا عيسى عليه السلام ، وأهل الكتاب يجعلونهم رسلا ، ويسمونهم: فأولهم شمعون الصفا ، ثم أندرواس أخوه [ ثم ربدى ، ثم يوحنا أخوه ] ثم تولوس ، ثم لوقا ، ثم برتملى ، ثم ثوما ، ثم متى الماكس ، ثم يعقوب بن خلفى ، ثم شمعون العتاني ، ثم مارقوش .

قال مؤلف الكتاب: وهؤلاء الذين سألوا عيسى عليه السلام نزول المائدة .

ومن الحوادث: إيفاد عيسى رجلين من الحواريين إلى أنطاكية لإنذار أهلها: روى سعيد ، عن قتادة في قوله تعالى: واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون . قال: " ذكر لنا أن عيسى بن مريم عليه السلام بعث رجلين من الحواريين إلى أنطاكية [ مدينة بالروم ] فكذبوهما ، فبعث ثالثا " . وإلى هذا المعنى ذهب ابن جريج .

وقد ذهب قوم منهم كعب ، ووهب [ إلى ] أن الله تعالى أرسلهم ، والأول أثبت . ومن الجائز أن يضاف إرسالهم إلى الله وإن كان عيسى قد أرسلهم ، لأنهم رسل رسوله . [ ص: 32 ]

واختلف العلماء في اسميهما على ثلاثة أقوال:

أحدهما: صادق ، وصدوق ، قاله ابن عباس ، وكعب .

والثاني: يحنا ، ويونس ، قاله وهب .

والثالث: يومار ، وبولس . قاله مقاتل ، قال: واسم الثالث شمعون ، وكان من الحواريين ، وهو وصي عيسى عليه السلام .

قال كعب : كان بأنطاكية فرعون يقال له: أنطبجس ، يعبد الأصنام ، فبعثهم الله عز وجل إليهم ، فكذبهم وأراد قتلهم ، فبلغ ذلك حبيبا ، وكان مجذوما ، فجاء يسعى ويقول: يا قوم اتبعوا المرسلين فقتلوه .

قال ابن مسعود : ووطئوه بأرجلهم ، فلما مضى إلى رحمة الله قال: يا ليت قومي يعلمون ، وغضب الله عليهم لاستضعافهم إياه ، فعجل الانتقام منهم ، فصيح بهم فهلكوا .

وقد قال أبو الحسين بن المنادي : حبيب النجار هو نبي أصحاب الرس المذكور في سورة الفرقان . قال مؤلف الكتاب: وفي هذا بعد .

ومن الحوادث: لقاء عيسى عليه السلام إبليس لعنه الله :

أنبأنا أبو بكر: محمد بن عبد الباقي البزاز ، قال: أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي ، عن أبي الحسين ابن أخي مهنى ، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عمر الواسطي ، قال: حدثني محمد بن الحسين البرجلاني ، قال: حدثني محمد بن بشر ، قال: أخبرنا سعيد بن عصام ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي الجلد ، قال: [ ص: 33 ] لقي عيسى بن مريم إبليس ، فقال له: أسألك بالحي القيوم الذي جعل عليك اللعنة ، ما الذي يسيل جسمك ويقطع ظهرك ؟ فضرب بنفسه الأرض ثم قام فقال: لولا أنك سألتني بالحي القيوم ما أخبرتك ، أما الذي يقطع ظهري فصلاة الرجل في بيته نافلته ، وفي الجماعة فرضه . وأما الذي يسيل جسمي فصهيل الخيل - أو قال الفرس - في سبيل الله عز وجل .

ومن الحوادث في زمانه قتل يحيى بن زكريا :

وقد سبق ذكر ذلك ، فإنه قتل وعيسى عليه السلام في الأرض

التالي السابق


الخدمات العلمية