الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  التفكير الموضوعي في الإسلام

                  الدكتور / فؤاد البنا

                  1- القرآن والتأسيس للمنهج العلمي:

                  توجد مئات الآيات في القرآن ذات صلة بالعـلم من نواحيه كلها، وما يهمنا هنا هو إيراد نماذج من الآيات التي تمثل لبنات للمنهج العلمي، مثل:

                  - تحريم القول بدون علم:

                  قال تعالى: ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) (الأعراف:33 )، وقال: ( ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما [ ص: 107 ] رزقناهم تالله لتسألن عما كنتم تفترون ) (النحل:56) ، وقال: ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) (الإسراء:36).

                  - وجوب المجادلة بعلم أو الكف عنها:

                  قال تعالى: ( يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون * ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) (آل عمران :65-66) ، وقال: ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد * كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير ) (الحج:3-4) ، وقال: ( وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا ) (النساء:157).

                  - تحريم الظن والاتباع بدون علم:

                  قال تعالى: ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ) (الأنعام:116 )، ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون ) [ ص: 108 ] (الأنعام:50 )، ( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ) (الأعراف:188).

                  - الأصل في الإنسان عدم الدراية:

                  لقد نفى القرآن دراية الإنسان في كثير من القضايا من عالم الشهادة، فكيف بعالم الغيب، والذي علم الإنسان العلم المحدود الذي يحمله هو الله: ( علم الإنسان ما لم يعلم ) (العلق:5) ، ( الرحمن * علم القرآن ) (الرحمن:1-2)، ( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ) (البقرة:31-32).

                  - علم المخلوق نسبي:

                  لم تستح الملائكة في الآية السابقة من اعترافها بجهلها، لأن صاحب العلم المطلق هو الله، ومن ثم فإن القرآن يعلمنا أن العلم البشري نسبي: ( وفوق كل ذي علم عليم ) (يوسف:76).

                  وهناك آيات كثيرة في فضل العلم والعلماء ومكانتهم، وفي الفكر والتفكير واستحضار جهاز الوعي في الإنسان والدعوة لتفعيل حواسه كلها، وفي الإشارة إلى آيات الأنفس والآفاق والحث على قراءتها بوعي، بحيث يستفيد منها الإنسان استهداء واستثمارا. [ ص: 109 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية