الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  التفكير الموضوعي في الإسلام

                  الدكتور / فؤاد البنا

                  7- النسبية لا تلغي (أفعل التفضيل):

                  عندما نؤكد أهمية النسبية وعدم التعميم كبعد من أبعاد التفكير الموضوعي، فإن هذا لا يعني إلغاء "أفعل" التفضيل بل تأكيدها، وكذلك الأمر في دائرة السيئات، مثلما أشرنا إلى ذلك عندما أوردنا مصطلحي "الدرجات" و "الدركات".

                  وقد أورد القرآن آيات عديدة في هذا السياق مثل قوله تعالى:

                  - ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ) (البقرة:96) ، فكل الناس حريصون على الحياة لكن اليهود بعمومهم "أحرص"، وهذا لا يعني أن كل [ ص: 204 ] يهودي أحرص على الحياة من أي شخص غير يهودي لكن اليهود بمجموعهم الأحرص على أي حياة مهما كانت!

                  - ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ) (البقرة:217).

                  - ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) (النساء:145).

                  وفي الحديث الشريف وردت أفعال التفضيل والتسوي كثيرا، ومن هذه الأحاديث:

                  - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله سئل: ( أي العمل أفضل؟ فقال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل ثم ماذا؟ قال: حج مبرور ) [1] .

                  - عن أبي هـريرة، رضـي الله عنه، أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) [2] .

                  - عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: إصلاح ذات البين.. وفساد ذات البين هي الحالقة ) [3] . [ ص: 205 ]

                  - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الإيمان بضع وسبعون -أو بضع وستون- شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق؛ والحياء شعبة من الإيمان ) [4] .

                  - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور، ألا وقول الزور وشهادة الزور... ) [5] .

                  - عن عبد الله بن مسعـود، رضي الله عنه، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أي الذنب أكبر عند الله؟ قـال: أن تدعـو لله ندا وهو خلقك؟ قال: ثم أي؟ قال: ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قال: ثم أي؟ قال: ثم أن تزاني بحليلة جارك ) [6] . [ ص: 206 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية