الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  2- القول بدون علم كالقتل:

                  عن جابر رضي الله عنه قال: خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه، ثم احتلم، فسأل أصحابه فقال: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصـة وأنت تقـدر على الماء، فاغتسل فمات، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك، فقـال: ( قتلوه قتلهم الله، ألا سألوا إذ لم يعلموا! فإنما شفاء العي السؤال، إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر -أو يعصب- على جرحه خرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده ) [1] .

                  ومن المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يغضب إلا عندما تنتهك محارم الله، ولم يثبت أنه دعا على مسلم، وفي هذه الواقعة جمع بين الغضب الشديد والدعاء "قتلهم الله" على من أفتوا بدون علم حتى قتلوا صاحبهم بجهلهم. والجهل لا يقتل في مثل هذا الموضع فقط، بل يقتل في مواضع كثيرة جدا، حيث يقتل القوام الروحي للإنسان إذا تربى بطريقة خاطئة، حتى ولو امتلأ إخلاصا، فإنه بدون علم صحيح سيرتكب الكثير من الحماقات والجنايات كما فعل الخوارج الذين لم يتفقهوا في الدين.

                  وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى [ ص: 110 ] إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا ) [2] .

                  ووردت كذلك أحاديث حول من يدعون العلم والفقه والقرآن وأنهم في النار [3] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية