الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  التفكير الموضوعي في الإسلام

                  الدكتور / فؤاد البنا

                  الأساس الثالث

                  عدم احتكار الحقيقة المطلقة.. وإتقان آداب الاختلاف

                  لكي يقوم مبنى الموضوعية في الفكر الإسلامي المعاصر لابد من أساس ثالث، وهو انطلاق البحوث والدراسات والمناقشات والمثاقفات والمناظرات والحوارات من مسلمـة لا تقبل المراجعـة، وهي أن امتلاك الحقيقة المطلقة لا تكون إلا لله، فهو وحده صاحب القدرات المطلقة، أما الإنسان فمهما أوتي من عقل وفكر وتجارب، فإنه يظل نسبيا في تفكيره، نظرا لمحدودية قدراته وحواسه.

                  وقد اشتهرت مقولة الإمام مالك، رحمه الله: "أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر"، وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم . وقد عرفنا أن عصمة النبي صلى الله عليه وسلم تأتي من نزول الوحي عليه، بمعنى أنه عندما يجتهد بعيدا عن الوحي فإن بشريته كانت تؤثر عليه في بعض المواقف، التي نزل القرآن يسدده ويقومه فيها، فإذا كان هذا حال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في قمة هرم الكمال البشري، فكيف بغيره من الناس؟

                  ومن استقراء شيخ الإسلام ابن تيمية لمقولات ومواقف علماء المسلمين الذين سبقوه، خرج بنفس مقولة الإمام مالك، حيث قال: "اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله" [1] . [ ص: 75 ]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية