الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                الفصل الثاني

                المؤسسة العلمية

                مقدمة الفصل:

                تحتل المؤسسة العلمية في فقه السياسة الشرعية عند الجويني مكانة بارزة، وما أحسبني مبالغا إذا قلت: إنها تأتي في قمة مؤسسات الدولة الإسلامية؛ وذلك أن هذه المؤسسة هي الحامل الحقيقي لفكر الدولة الإسلامية، والممثل الشرعي لغاياتها، والموجه الأهم لتطلعاتها.

                والمتتبع لما أصله الجويني من فقه السياسة الشرعية المتعلق بوظيفة هذه المؤسسة، يجد أن هذه المؤسسة يناط بها كثير من الأمور، وهي أمور ذات شأن، يترتب على استقامتها سداد أمر الأمة ورشادها، كما يترتب على اختلالها اضطراب أمرها، وشتات حالها.

                وتتجلى أهمية مكانة هذه المؤسسة ضمن بنية الدولة الإسلامية من خلال الوظائف المناطة بها والموكولة إليها، وهي وظائف تبدأ باختيار من يتولى أمر الأمة، وتنتهي بكونها المرجع الأول والأخير عندما تمر الأمة بفراغ سياسي.

                ويمكن أن نتلمس مهمة هذه المؤسسة في فقه السياسة الشرعية عند الجويني من خلال النقاط الست التالية: [ ص: 111 ]

                التالي السابق


                الخدمات العلمية