الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ولو قال لأمة لم يملكها : أنت حرة من مالي فهذا باطل ; لأن تنجيز العتق لا يصح إلا بعد وجود الملك في المحل ، ولم يوجد بخلاف قوله : إذا ملكتك ; لأن بذلك اللفظ لا يصير مضيفا للعتق إلى الملك ، ولا إلى سببه وهو فضل من الكلام ; لأن العتق من جهته لا يكون إلا من ماله فلا يخرج به كلامه من أن يكون تنجيزا ، ولو قال : إذا اشتريتك فأنت حرة ، أو إن جامعتك فأنت حرة فاشتراها ، وتسراها ، أو جامعها لم تعتق إلا على قول زفر فإنه يقول : التسري والجماع لا يحل إلا في الملك فكان هذا في معنى إضافة العتق إلى الملك بمنزلة قوله : إن اشتريتك ، ولكنا نقول : الجماع يتحقق في غير الملك فكذلك التسري فإنه عبارة عن التحصين والمنع من الخروج ، وهو ليس بسبب للملك فلا يتحقق به إضافة العتق إلى الملك صورة ، ولا معنى فهو بمنزلة قوله إذا كلمتك فأنت حرة بخلاف الشراء فإنه سبب للملك

التالي السابق


الخدمات العلمية