الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ولا يقتل الذمي بالمستأمن ) لما بينا

التالي السابق


( قوله ولا يقتل الذمي بالمستأمن لما بينا ) قال جماعة من الشراح : وهو قوله : ولا ذو عهد في عهده ، وحمله صاحب العناية على قوله ; لأنه ليس محقون الدم على التأبيد ، ولم يقبل رأي هؤلاء الشراح حيث قال : ولا يقتل الذمي بالمستأمن لما بينا أنه ليس محقون الدم على التأبيد ، وقيل : هو إشارة إلى قوله عليه الصلاة والسلام { ولا ذو عهد في عهده } وليس بواضح ; لأن المعهود منه في مثله لما روينا ، ولأنا قدرنا ذلك بكافر حربي ، إلا إذا أريد هناك بالحربي أعم من أن يكون مستأمنا أو محاربا وهو الحق ، ويغنينا عن السؤال عن كيفية قتل المسلم بالحربي والجواب عنه وعبر بقوله : لما بينا ; لأن التقدير المذكور ليس بمروي ، وإنما هو تأويل فلم يقل لما روينا ، إلى هنا كلامه

أقول : في قوله ويغنينا عن السؤال عن كيفية قتل المسلم بالحربي والجواب عنه نظر ; لأنه إذا أريد هناك بالحربي ما هو أعم من المستأمن والمحارب يرد السؤال عن كيفية قتل المسلم بالمحارب ، فإن قتل المحارب واجب فما معنى نفيه في الحديث ، فيحتاج إلى الجواب عنه بالوجهين اللذين ذكرهما من قبل ، وإنما يحصل الغنى عن السؤال والجواب إذا كان المراد بالحربي هناك هو المستأمن فقط كما هو الأحسن ، وجزم به صاحب البدائع حيث قال : وأما الحديث فالمراد من الكافر المستأمن ; لأنه قال { لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده } عطف قوله ولا ذو عهد في عهده على المسلم ، فكان معناه : لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد به ، ونحن به نقول ا هـ




الخدمات العلمية