الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      والشد بعد في هجاء لم نرا وغيره فعره كيف جرا

      ذكر في الشطر الأول من هذا البيت أن التنوين إذا وقع بعده حرف من الحروف المجموعة في هجاء "لم نر"، وهي أربعة: اللام والميم، والنون، والراء نحو: هدى للمتقين ، هدى من ربهم ، يومئذ ناعمة ، غفور رحيم ، فإن ذلك الحرف يشدد بعلامة التشديد الآتية في الباب الذي بعد هذا، ثم أمر بتعرية غير الأحرف الأربعة، يعني من علامة التشديد كيف جرى ذلك الغير على لسانك في التلاوة، أي: سواء كان مما يظهر عنده التنوين وهو حروف الحلق الستة المتقدمة نحو: عليم حكيم ، أو مما يقلب عنده التنوين وهو الباء نحو: عليم بما ، أو مما يدغم عنده التنوين إدغاما ناقصا، وهو الياء والواو نحو: قلوب يومئذ واجفة ، أو مما يدغم عنده التنوين إدغاما ناقصا؛ وهو الياء والواو نحو "قلوب يومئذ واجفة" أو مما يخفى عنده التنوين، وهو الحروف الخمسة عشر الباقية نحو: غفور شكور ، فهذه كلها تعرى من علامة التشديد، وأما الحركة فلا تعرى منها بل لا بد من وضعها؛ إذ لا موجب لذهابها، ووجه تشديد حروف "لم نر" بعد التنوين التنبيه على أن التنوين أدغم في ذلك الحرف إدغاما تاما قلب لأجله التنوين، وصار من جنس ذلك الحرف، ولأجل ذلك سمي هذا النوع بالإدغام الخالص، ولما لم يدغم التنوين في غير هذه الأحرف الأربعة إدغاما تاما عري ذلك الغير من علامة التشديد تنبيها على ذلك، وقوله: و: "الشد" مبتدأ على حذف مضاف؛ أي: وعلامة الشد، و: "في هجاء" خبره، و: "في" بمعنى "على" وقوله: "بعد" أي: بعد التنوين حال من "هجاء لم نر"، والفاء في قوله: "فعره" زائدة، والألف في "نرا" للإطلاق،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية