هذا إذا أبقيت عند الياء والواو غنة لدى الأداء
كانا كباقي الأحرف المعراة من غير فرق ولدا النحاة
الفرق بين مدغم ومخفى هذا مشدد وهذا خفا
فإن قلت: يرد على أهل الضبط أن الياء والواو إذا لم يشددا مع إبقاء غنة التنوين يتوهم أن الحكم عندهما الإخفاء، "فالجواب" أن هذا التوهم يدفعه شهرة عدد حروف الإخفاء؛ إذ لم يعد فيها أحد الياء والواو، وهذا الوجه الثاني الذي نسبه الناظم للنحاة ذكره " " في "المقنع" مع الوجه الأول، وكذا " الداني "، إلا أنهما لم يخصا الوجه الثاني بالنحاة كما فعل الناظم، واسم الإشارة من قوله: "هذا إذا أبقيت" يعود على الحكم السابق وهو تعرية غير هجاء "لم نر"، ولا يصح عود اسم الإشارة من قوله: "هذا مشدد وهذا خفا" على مدغم [ ص: 253 ] ومخفي، وإنما يعود على ما دل عليه مدغم ومخفي؛ وهو المدغم فيه والمخفي عنده، وقوله: "خفا" فعل ماض مفتوح الأول ولا يصح ضمه; لأنه لازم، ولا يبنى للنائب إلا المتعدي، وألفه للإطلاق، أبو داود