مع الصواعق استطاعوا الألباب ثم الشياطين ديار أبواب
إلا الذي مع خلال قد ألف فرسمه قد استحب بالألف
وأما الشياطين ففي البقرة: واتبعوا ما تتلو الشياطين وإذا خلوا إلى شياطينهم وفي الأنعام: شياطين الإنس والجن ، وهو متعدد فيها وفيما بعدها ومنوع كما مثل.
وأما ديار ففي البقرة: ولا تخرجون أنفسكم من دياركم وهو متعدد فيها وفيما بعدها مضافا، وأما غير المضاف فواحد مقترن بأل، وهذا الذي استثناه الناظم في البيت الثاني تبعا لأبي داود.
وأما أبواب ففي البقرة: وأتوا البيوت من أبوابها ، وهو متعدد فيما بعدها ومنوع نحو: مفتحة لهم الأبواب ، ولبيوتهم أبوابا وسررا .
وقوله: إلا الذي مع خلال... البيت هو استثناء من قوله: ديار، وفصل بين المستثنى والمستثنى منه بأبواب لظهور أن المختص بمجاورة خلال هو الديار، والمعنى: أن ذكر حذف ألف ديار حيث وقع إلا الديار الذي ألف، أي: عهد مع خلال قوله تعالى: أبا داود فجاسوا خلال الديار بسبحان؛ فإنه جوز فيه إثبات الألف وحذفها، واستحب فيه من محض اختياره [ ص: 54 ] الإثبات، وليس له فيه عن المصاحف شيء.
والعمل عندنا على الحذف في هذه الألفاظ المذكورة في البيتين حيث وقعت في القرآن إلا الديار من: فجاسوا خلال الديار فألفه ثابتة.
وقوله: مع الصواعق... إلخ البيتين مرتبط بقوله قبل: وعن حيثما بدت، أي: وحذفت الصاعقة عن أبي داود مع الصواعق إلخ. أبي داود
وقوله: فرسمه بالنصب مفعول مقدم لاستحب، وفاعل استحب ضمير مستتر يعود على أبي داود.