كذا الشياطين بمقنع أثر في سالم الجمع وفي ذاك نظر
أخبر عن بحذف ألف "الشياطين"، وأنه ذكره في المقنع مع جموع السلامة عند تمثيله للجمع السالم، ونصه: "وكذلك اتفقوا على حذف الألف من الجمع السالم الكثير الدور، في المذكر والمؤنث جميعا، فالمذكر نحو: "العالمين والصادقين والصابرين والفاسقين، والمنافقين، والكافرين، والشياطين"، ثم عطف عليها أمثلة أخر، وقال الناظم: وفي ذلك نظر، أي: في أخذ الحذف في "الشياطين" من عده له مع جموع السلامة نظر؛ أي: تأمل؛ إذ هو جمع تكسير لا جمع سلامة، فيلزم أن لا يدخل في قاعدة الجمع السالم قطعا، وحينئذ يحتمل أن يكون محذوفا عن أبي عمرو الداني وإنما أدخله في أمثلة الجمع السالم تسامحا، أو غفلة، ويحتمل ألا يكون عنده محذوفا، ولكن ذكره في إعداد الجموع السالمة سهوا، فلما رأى الناظم كلام أبي عمرو، محتملا فرق النقل عن الشيخين في لفظ الشياطين؛ فنقل فيما تقدم حذفه عن أبي عمرو ثم ذكر هنا مأخذ حذفه من كلام أبي داود، في المقنع ثم أعقبه بقوله: وفيه نظر. أبي عمروواسم الإشارة في قوله: كذا يعود على لفظ "الشيطان" المتأخر في البيت قبله، والباء في بمقنع بمعنى في.
وقوله: أثر بالبناء للنائب معناه روي، ونائب فاعله ضمير مستتر عائد على لفظ الشياطين.