الوجه الثالث: هب أن بعض سطوح العالم سميته يمينا أو يسارا مع كونه مستديرا بالنسبة والإضافة لكن سطوح العالم مستوية في العلو فليس شيء أعلى مما تقدره يمينا أو يسارا. وقد ذكرنا فيما مضى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " فجعل الأعلى هو الأوسط، وذكرنا أن هذا لا يتأتى إلا في الجسم المستدير لأنه يمكن أن يجعل وسطه أعلاه. وكذلك ما يفرض متيامنا فيه أو متياسرا هو أيضا يكون أعلاه وإن لم يكن وسطه. إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وسقفها عرش الرحمن". قد قرره هو، وكما اتفق عليه أهل الحساب، بل قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عرشه على سماواته مثل القبة، وقد قدمنا دلالة الكتاب والسنة والإجماع من الحساب العقلي على أن الأفلاك [ ص: 167 ] مستديرة فبطل ما ذكره. فقوله: بتقدير أن تحصل ذات الله في يمين العالم أو يساره لم يكن موصوفا بالعلو على العالم". كلام باطل