بل يقال: في الوجه التاسع إن سواء قيل: إن الجسم واحد أو منقسم في نفسه، وذلك لأن الحيز هنا ليس المراد به شيئا موجودا كما قد قرره، وإنما هو تقدير المكان، وهذا هو انقسام الحيز في نفسه قبل حلول شيء فيه ممتنع قطعا وإذا كان كذلك فمن الممتنع أن يتميز بعضه عن بعض قبل حلول ما يتقدر به، وهذا معلوم بالحس والضرورة العقلية. ولا يقول قائل: إن ذلك يتميز بالإشارة، فإن الإشارة إلى العدم محال وإنما يشار إلى موجود، وإذا كان الحيز لا يتعدد، ولا ينقسم قبل حلول الحال [ ص: 220 ] فيه كان تعدده تابعا لتعدد الحال فيه، فإن لم يثبت كون الحال فيه جسما منقسما لم يكن منقسما. وإذا كان المنازع له يقول إن الحال فيه ليس هو جسما أو هو جسم وليس بمنقسم في نفسه بطل انقسام الحيز، ومن المعلوم أن القائلين بأنه متحيز يقولون هذا تارة وهذا تارة، كما تقدم ذكر ذلك عنهم. مسمى الحيز في اصطلاح كثير من المتكلمين،