الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : ثم يتفرع على ما ذكرناه ، أن يقول وله امرأتان حفصة وعمرة : يا حفصة كلما طلقت عمرة فأنت طالق ، ويا عمرة كلما طلقت حفصة فأنت طالق فقد جعل طلاق كل واحدة منهما صفة في وقوع الطلاق على الأخرى ، إلا أنه قدم عقد الطلاق على حفصة قبل عمرة . فإن ابتدأ فقال لحفصة : أنت طالق ، طلقت حفصة واحدة مباشرة ، وطلقت عمرة ثانية بالصفة وهي وقوع الطلاق على عمرة ، فتطلق حفصة طلقتين وتطلق عمرة طلقة واحدة ، ولو ابتدأ فقال لعمرة أنت طالق ، طلقت عمرة واحدة بالمباشرة وطلقت حفصة واحدة بالصفة ، ولم تطلق عمرة ثانية لوقوع الطلاق على حفصة ، وإن طلقت حفصة ثانية ، بوقوع الطلاق على عمرة : لأنه مبتدئ بعقد اليمين على حفصة ، ومؤخر عقد اليمين على عمرة ، فطلقت حفصة ثانية بوقوع الطلاق على عمرة ، لحدوث عقد طلاقها بعد يمينه على حفصة ولم تطلق عمرة ثانية بوقوع الطلاق على حفصة ، لتقدم عقد طلاقها قبل يمينه على عمرة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية