الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
13663 - وروينا عن أنس بن مالك ، "أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها " .

[ ص: 62 ] 13664 - وفي رواية عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس قال: "سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية فأعتقها وتزوجها"، فقال ثابت لأنس : ما أصدقها؟ قال: أصدقها نفسها، أعتقها وتزوجها أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين قال: حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال: سمعت أنس بن مالك يقول، فذكره رواه البخاري في الصحيح عن آدم .

13665 - ومن فعل مثل ذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقها على أن تنكحه وصداقها عتقها فنكحته ورضي بقيمتها أن يكون صداقا، ورضيت - .

13666 - قال الشافعي : فلا بأس.

13667 - قال: وإن تراضيا على شيء أقل من ذلك أو أكثر فلا بأس ويحاصها بالذي وجب له عليها من قيمتها، وذلك أنه حين أعتقها على أن تنكحه ولها الخيار في أن تنكحه أو تدع وجبت له عليها قيمتها.

13668 - وروينا عن ابن عمر : أنه كان يكره أن يجعل عتق المرأة مهرها حتى يفرض لها صداقا.

13669 - وليس بابن عمر ولا بنا كراهية ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت تخصيصه به.

13670 - وكأنه بلغه ما روينا في حديث أبي بكر بن عياش من ترغيب النبي صلى الله عليه وسلم في إعتاقها والتزويج بها وإمهارها مهرا جديدا [ ص: 63 ] .

13671 - فرغب فيما ندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته دون ما يحتمل أن يكون مخصوصا به كما كان مخصوصا بنكاح الموهوبة، وهذه في معنى الموهوبة إن كان أعتقها من غير شرط، ثم تزوجها ولم يفرض لها صداقا.

13672 - وعلى هذا يدل قول أنس في جوابه لثابت: أعتقها وتزوجها ويكون المراد بقوله: وجعل عتقها صداقها أي لم يجعل لها شيئا آخر سوى أنه أعتقها على أنه أعتقها على أن تنكحه، وهذا هو الأظهر.

13673 - وإن كان أعتقها على أن تتزوج به، فيحتمل أن يكون المراد بقوله: "أصدقها نفسها" ، أي بدل نفسها وهو ما ألزمها من قيمة نفسها بإعتاقه إياها على أن تنكحه.

13674 - والأول أظهر والله أعلم.

13675 - ثم قد روي في بعض الأخبار أنه أمهرها جارية وذلك فيما.

13676 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد قال: حدثنا علي بن الحسن السكري قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال: حدثتنا عليلة بنت الكميت العتكية ، عن أمها أمينة ، عن أمة الله بنت رزينة ، عن أمها في قصة صفية ، "أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتقها وخطبها وتزوجها وأمهرها رزينة" .

[ ص: 64 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية