الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
34 - باب إتيان النساء في أدبارهن

14048 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أخبرنا الربيع بن سليمان قال: قال الشافعي رحمه الله: قال الله تبارك وتعالى: ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) .

14049 - فاحتملت الآية معنيين: أحدهما: أن تؤتى المرأة من حيث شاء زوجها؛ لأن ( أنى شئتم ) تبين أين شئتم لا محظور منها كما لا محظور من الحرث [ ص: 160 ] ، واحتملت أن الحرث إنما يراد به النبات وموضع الحرث الذي يطلب به الولد الفرج دون ما سواه لا سبيل لطلب الولد غيره.

14050 - فاختلف أصحابنا في إتيان النساء في أدبارهن، فذهب ذاهبون منهم إلى إحلاله، وآخرون إلى تحريمه، وأحسب كلا الفريقين تأولوا ما وصفت من احتمال الآية على موافقة كل واحد منهما.

14051 - فطلبنا الدلالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدنا حديثين.

14052 - أحدهما ثابت وهو حديث سفيان بن عيينة ، عن محمد بن المنكدر ، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: كانت اليهود تقول: من أتى امرأته في قبلها من دبرها جاء ولده أحول، فأنزل الله عز وجل: ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) [ ص: 161 ] " قال أحمد : أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن شاذان ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا سفيان ، فذكره، رواه مسلم في الصحيح، عن قتيبة ، وغيره، وأخرجاه من حديث سفيان الثوري ، عن ابن المنكدر .

14053 - ورواه أبو عوانة ، عن ابن المنكدر ، عن جابر قال: قالت اليهود: وإنما يكون الحول إذا أتى الرجل امرأته من خلفها، فأنزل الله عز وجل: ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) ، من بين يديها، ومن خلفها، ولا يأتيها إلا في المأتى ".

14054 - أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، حدثنا إسماعيل القاضي ، حدثنا مسدد ، حدثنا أبو عوانة ، فذكره، رواه مسلم في الصحيح، عن قتيبة ، عن أبي عوانة .

14055 - وأخرجه من حديث الزهري ، عن ابن المنكدر ، وزاد فيه: "غير أن ذلك في صمام واحد" .

التالي السابق


الخدمات العلمية