الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
13819 - أخبرنا أبو سعيد قال: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي : قال الله عز وجل: ( وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم ) ، فأي امرأة نكحها رجل حرمت على أبيه دخل بها الابن أو لم يدخل بها، وكذلك تحرم على جميع آبائه من قبل أبيه وأمه لأن الأبوة تجمعهم معا.

13820 - وقال: ( ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم ) ، فأي امرأة نكحها رجل حرمت على ولده دخل بها الأب أو لم يدخل بها، وكذلك ولد ولده من قبل الرجال والنساء.

13821 - قال: وكل امرأة أب أو ابن حرمتها على أبيه وابنه بنسب فكذلك أحرمها إذا كانت امرأة أب أو ابن من الرضاع.

13822 - فإن قال قائل: إنما قال الله تبارك وتعالى: ( وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم ) ، فكيف حرمت حليلة الابن من الرضاعة؟ [ ص: 100 ] قيل: بما وصفت من جمع الله بين الأم والأخت من الرضاعة والأم والأخت من النسب في التحريم، ثم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب " .

13823 - فإن قال: فهل تعلم فيما أنزلت: ( وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم ) ، قيل: الله أعلم فيما أنزلها، فأما معنى ما سمعت متفرقا فجمعته، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد نكاح ابنة جحش فكانت عند زيد بن حارثة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم تبناه فأمر الله أن يدعى الأدعياء لآبائهم، فقال: ( وما جعل أدعياءكم أبناءكم ) إلى قوله: ( ومواليكم ) ، وقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم ) ، فأشبه والله أعلم أن يكون قوله: ( وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم ) دون أدعيائكم الذين تسمونهم أبناءكم، ولا يكون الرضاع من هذا في شيء.

التالي السابق


الخدمات العلمية