الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        مراقبة العامة والتجسس عليهم

        إن كثرة الفتن والانقسام في المجتمع وحركات الشطار والعيارين جعلت الناصر لدين الله يعمد إلى مراقبة العامة وإحصاء حركتها وسكناتها فكان من واجب الحراس بالدروب أن يكتبوا مطالعاتهم إلى الخليفة وتتضمن كل صغيرة وكبيرة مما يتجدد في دروبهم فكان الخليفة يعرف دقائق أحوال الرعية وقد تضايق الناس من ذلك كثيرا فقد كان فيه حجر عظيم على تصرفاتهم وتقييد كبير لحرياتهم ولكن ذلك لم يستمر فبعد وفاة الناصر [ ص: 101 ] لدين الله وخلافة الظاهر أبطل الخليفة الجديد ذلك وطلب أن لا يكتب إليه إلا ما يتعلق بمصالح الدولة وقد نصحه البعض بإبقاء ذلك لأن في إزالته فساد العامة وتعاظم شرها إلا أنه لم يقتنع بذلك [1] .

        وعلى أية حال فإن التجسس على العامة قد يفيد في تخفيف شر الأشرار ولكنه ليس الحل الطبيعي للأزمة الأخلاقية التي كان يمر بها المجتمع آنذاك

        التالي السابق


        الخدمات العلمية