الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        حكايات الجن

        كانت حكايات الجن تتناقلها ألسنة العامة فبين فترة وأخرى تظهر حكاية من هـذه الحكايات التي كانت العامة تقوم لها وتقعد ومن غريب الحكايات ما حدث سنة 646 هـ حين أصاب أهل بغداد مرض الخناق فمات الكثيرون بهذا المرض فزعمت امرأة أنها رأت في المنام امرأة من الجن تكنى أم عنقود قالت لها: " أن ابني مات في هـذا البئر " وأشارت إلى بئر داخل سوق السلطان " ولم يعزني فيه أحد فلهذا أخنقكم " . [1] وشاع خبر رؤيا هـذه المرأة في الناس فقصد العوام من الرجال والنساء والصبيان البئر المذكورة [ ص: 82 ] ونصبوا عند البئر خيمة وأقاموا هـناك العزاء وكانت النساء ينحن ويقلن:

        أي أم عنقود اعذرينا مات عنقود وما درينا     لما درينا كلنا قد جينا
        لا تحردين منا فتخنقينا

        وألقى الناس في البئر الثياب والحلي والدراهم والخبز واللحم المطبوخ والدجاج وأنواع الحلواء وأشعلوا عندها الشموع فعاب العقلاء وأكابر الناس ذلك وأنكروه فحضر الشحنة إلى هـناك وقال : " إن الديوان قد أقام أم عنقود من العزاء " وأمر بسد البئر فتفرق الناس عنها [2] وقد أورد ابن الوردي هـذه القصة عن ابن الأثير في حوادث سنة 600 هـ وذكر أنها وقعت بالموصل [3] ولم أجد هـذه الرواية في ابن الأثير في حوادث سنة 600 هـ وعلى أية حال فلا مانع من تكرار الحادثة فالعامة في كل مكان تستهويها أخبار الجن وتملك عليها حسها.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية