الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        معلومات الكتاب

        قيم المجتمع الإسلامي من منظور تاريخي [الجزء الثاني]

        الدكتور / أكرم ضياء العمري

        مساعي الخلفاء الأمويين لتقريب الخلفاء إليهم

        كان الخلفاء الأمويون واعين لأثر الفقهاء في المجتمع الإسلامي ومدركين لمكانتهم خاصة في المدينة بسبب مكانتها الدينية والاجتماعية وكثرة الفقهاء فيها وحسن تقدير الناس لهم ورحلة أهل الأمصار إليها لطلب العلم ما يجعل أثرهم يتعدى المدينة إلى بقية أنحاء العالم الإسلامي.. فلا غرابة إذا ما سعت الدولة الأموية إلى تقريبهم إلى صفها بكل الوسائل المتاحة من وصلهم بالعطايا والهبات ومكاتبتهم طلبا صريحا للإسناد السياسي والبيعة وكذلك الوقوف على احتياجاتهم وتلبية طلباتهم وحثهم على تقديمها ثم الاهتمام بالطهور أمام الرأي العام وإلى جوارهم عدد من العلماء والفقهاء والمشاركة في تشيع موتاهم والثناء عليهم وإظهار حاجة الدولة إلى علمهم وفتاويهم..

        والحق أن هـذه سياسة عامة انتهجها الخلفاء الأمويون منذ تأسيس الدولة وحتى سقوطها وينبغي ألا ننسى أن عددا من الخلفاء الأمويين نشأوا في المدينة وتلقوا العلم عن شيوخها وبلغ بعضهم في الفقه شأوا عاليا فمعاوية بن أبي سفيان كان صحابيا عالما وعبد الملك بن مروان كان [ ص: 62 ] فقيها وعمر بن عبد العزيز كان عالما. ثم إن الحكم الأموي الإسلامي لا مندوحة له عن الاستعانة بعلماء المدينة وغيرهم لمعرفة أحكام الإسلام فيما يستجد من أقضية والعلم يومئذ أولا عند أهل المدينة وفقهائها ومحدثيها. وتجدر الإشارة هـنا إلى أن معرفة الإمام الزهري بحكم شرعي في مسألة أمهات الأولاد كفلت له اللقاء بالخليفة عبد الملك بن مروان مما أدى إلى توثق صلته بالخلفاء الأمويين حتى وفاته عام 124 هـ وكذلك فإنه لا غناء للدولة عن استعمال الفقهاء في وظائف القضاء والحسبة..

        التالي السابق


        الخدمات العلمية