الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        الوشاية

        إن الوشايات التي وقعت ضد فقهاء المدينة بعضها بسبب العداوة والمنافسة كما حدث بين ربيعة الرأي وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان حيث ضرب ربيعة وحلق رأسه ولحيته بسبب سعاية أبي زناد فلما تغير الوالي [ ص: 68 ] عاقب أبا الزناد بأن أدخله في بيت وسده عليه حتى شفع فيه ربيعة الرأي وأخرجه !!. [1]

        وبالطبع فإن النص يشير إلى شدة الإجراءات التي اتخذت في الحالتين وخروجها على مبادئ الإسلام المعروفة وتدخل الأهواء في قضايا ينبغي أن يحكم فيها القضاء النزيه وليس أهواء الولاة..

        كما أن النص يدل على اختلاف مستويات التعامل بين الفقهاء حتى لو تقاربا في المرتبة العلمية فإن أخلاقهما ودرجة تساميهما مختلفة فقد نسي أبو زناد أنه كان يشترك مع ربيعة الرأي في حلقة واحدة في حين لم ينس ربيعة ذلك فأظهر ترفعه وترك حقه لله فسجل التاريخ الموقفين.

        وكانت الوشاية والأهواء وراء ضرب قاضي المدينة أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم حدين في مقام واحد دون محاكمة في خلافة يزيد بن عبد الملك وولاية عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري على المدينة ولمجرد أن القاضي أبا بكر حكم في قضية ضد أحد الفهريين مع أن إجراء القاضي كان صحيحا مؤيدا بفتاوى كبار الفقهاء. [2] [ ص: 69 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية