الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        عصبية المذاهب

        ينقسم سكان العراق إلى طائفتين كبيرتين هـما السنة والشيعة وكان السنة منقسمين إلى حنابلة وشوافع وحنفية وقد أدت جهالة العوام إلى نشوب فتن في بعض السنين بين الحنابلة وأتباع المذاهب الإسلامية الأخرى [1] وكذلك جرت فتن ومعارك بين السنة والشيعة في سنة 603 هـ [2] زمن الناصر لدين الله [ ص: 87 ] وفي سنة 653 هـ [3] أي في أواخر حكم الخليفة المستعصم وقد سقطت فيها ضحايا كثيرة من الفريقين. وكذلك تجددت الفتنة سنة 654 هـ وسفكت فيها دماء وتدخلت السلطة إلى جانب أهل السنة [4] وأشار أبو الفدا [5] وكذلك ابن كثير [6] إلى وقوع حادثة سنة 655 هـ هـذا وقد حدثت فتن أيضا بين الطائفتين في واسط حتى أصبحت مألوفة لسكانها ولقد عملت هـذه العصبية المذهبية على تمزق المجتمع الإسلامي وفقدانه لوحدته وتماسكه فقد كان الرقع يتسع والمجتمع يتصدع والدولة تنهار وليس هـناك من يلم الشعث ويرأب الصدع ويعيد للمجتمع وحدته وتماسكه وللدولة سلطانها وقوتها. وقد كان ضعف الخلافة العباسية قبيل سقوط بغداد عاملا أساسيا في انتشار الفتن والحروب بين الأهالي إذ يتجرأ الناس على ذلك لضياع هـيبة الخلافة وضعفها [7]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية