الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        الأمر بالمعروف

        من ذلك ما ذكره الإمام مالك بن أنس : " أنه في ولاية عثمان بن حيان المري على المدينة وعظ محمد بن المنكدر وأصحابه نفرا في شيء بلغهم من أمر الحمامات وكان فيهم مولى لعثمان بن حيان فرفع ذلك إلى ابن [ ص: 67 ] حيان فبعث إلى محمد بن المنكدر وأصحابه فضربهم لما كان من كلامهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وقال : تتكلمون في مثل هـذا !! " . [1] وتبدو الحادثة غامضة ولا يمكن التأكد من سبب غضب الوالي ( كانت ولايته بين 93- 96 هـ ) [2] مع أن محمد بن المنكدر ( 54 – 130 هـ ) كان في حدود الأربعين من عمره وقد وصف بأنه " من معادن الصدق ويجتمع إليه الصالحون ولم يدرك أحد أجدر أن يقبل الناس منه " وهو " من سادات القراء " [3] ونجد صورة مغايرة من التسامح وتقبل النصح عند ولاة آخرين فقد كان عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري ( توفي في آخر سلطان بني أمية وقيل سنة 134هـ ) " يدخل على الوالي فيكلمه في الأمر ونصحه في المشورة ولا يرفق له ولا يكف عنه شيئا من الحق يكلمه " .

        قال الإمام مالك : " وغيره من الناس يفرق أن يضرب " [4] وعبارة الإمام مالك توضح أن أكثر الفقهاء والعلماء كانوا يمتنعون عن أداء واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا على أنفسهم.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية