الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        الفصل الثاني

        العامة في بغداد أواخر العصر العباسي

        والعهد الأيلخاني

        ( 575 – 837 هـ ) [ ص: 78 ]

        تمهيد

        إن استعمال كلمة العامة بدأ في فترة متقدمة فقد ورد ذكر العامة في الأحاديث الشريفة حيث جاء في أحدها ما معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعل وقت العامة بعد وقت الخاصة في الدخول عليه. [1] والنص يفيدنا إلى جانب معرفة قدم استعمال الكلمة في بيان انقسام الناس إلى عامة وخاصة منذ تلك الفترة المتقدمة من التاريخ الإسلامي ولا شك أن ذلك الانقسام كان على أساس تقواهم وعملهم وكفاءتهم فقادة الجيوش الإسلامية ومستشارو النبي صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة وأولو السابقة كانوا يمثلون الخاصة في مجتمع المدينة المنورة وبقية الناس هـم العامة.

        إن هـذا الأساس الذي وضعه الإسلام في تمييز الناس وتقديم بعضهم على بعضهم الآخر أساس يتحكم في مقاييس المجتمع الإسلامي فيما بعد وعلى مر الزمن أخذت طبقة العامة تتبلور حتى إذا حل القرن السادس أصبحت للعامة سمات ظاهرة ومعالم بارزة وحدود معروفة ومن ثم نجد شيوع استعمالها في كتب التاريخ والأدب المؤلفة في هـذه الفترة وفي الفترات التي تليها بل نجد أن اسم العامة يطلق على أحد أبواب دار الخلافة الثلاثة وهو باب العامة [2] . [ ص: 79 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية