وأصل القلد : الفتل ، يقال قلدت الحبل أقلده قلدا ، إذا فتلته . وحبل قليد ومقلود . وتقلدت السيف . ومقلد الرجل : موضع نجاد السيف على منكبه . ويقال : قلد فلان فلانا قلادة سوء ، إذا هجاه بما يبقى عليه وسمه . فإذا أكدوه قالوا : قلده طوق الحمامة ، أي لا يفارقه كما لا يفارق الحمامة طوقها . قال بشر :
[ ص: 20 ]
حباك بها مولاك عن ظهر بغضة وقلدها طوق الحمامة جعفر
والمقلد : عصا في رأسها عوج يقلد بها الكلأ ، كما يقلد القت إذا جعل حبالا . ومن الباب القلد : السوار . وهو قياس صحيح لأن اليد كأنها تتقلده . ويقولون : إن الإقليد : [ البرة ] التي يشد بها زمام الناقة .والأصل الآخر : القلد : الحظ من الماء . يقال : سقينا أرضنا قلدها ، أي حظها . وسقتنا السماء قلدا كذلك ، أراد حظا . وفي الحديث " فقلدتنا السماء قلدا في كل أسبوع " .
فأما المقاليد ، فيقال : هي الخزائن . قال الله تعالى : له مقاليد السماوات والأرض . ولعلها سميت بذلك لأنها تحصن الأشياء ، أي تحفظها وتحوزها . والعرب تقول : أقلد البحر على خلق كثير ، إذا أحصنهم في جوفه .
ومما شذ عن الباب القلدة والقشدة : تمر وسويق يخلط بهما سمن .