الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( مسح ) الميم والسين والحاء أصل صحيح ، وهو إمرار الشيء على الشيء بسطا . ومسحته بيدي مسحا . ثم يستعار فيقولون : مسحها : جامعها . والمسيح : الذي أحد شقي وجهه ممسوح ، لا عين له ولا حاجب . ومنه سمي الدجال مسيحا ، لأنه ممسوح العين . والمسيح : العرق ، وإنما سمي به لأنه يمسح . والمسيح : الدرهم الأطلس ، كأن نقشه قد مسح . والأمسح : المكان المستوي كأنه قد مسح ، والمسح يكون بالسيف أيضا على جهة الاستعارة . ومسح يده بالسيف : قطعها .

                                                          ومن الاستعارة : مسحت الإبل يومها : سارت . والمسحاء : المرأة الرسحاء ، كأنها مسح اللحم عنها . وعلى فلان مسحة من جمال ، كأن وجهه مسح بالجمال مسحا . ولذلك سمي المسيح عليه السلام مسيحا ، كأن عليه مسحة من جمال ، ويقولون : كأن عليه مسحة ملك . والمسائح : الذوائب ، واحدتها مسيحة ، لأنها تمسح بالدهن . فأما القسي فهي المسائح ، واحدتها مسيحة ، لأنها [ تمسح ] عند التليين . قال :


                                                          له مسائح زور ، في مراكضها لين ، وليس بها وهي ولا رقق

                                                          [ ص: 323 ] ومما شذ عن الباب قولهم : رجل تمسح : مارد خبيث . وممكن أن يكون هذا تشبيها بالذي يسمى التمساح .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية