الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 226 ] ( لأم ) اللام والألف والميم أصلان : أحدهما الاتفاق والاجتماع ، والآخر خلق رديء .

                                                          فالأول قولهم : لأمت الجرح ، ولأمت الصدع ، إذا سددت . وإذا اتفق الشيئان فقد التأما . وقال :


                                                          يظن الناس بالملكي ن أنهما قد التأما     فإن تسمع بلأمهما
                                                          فإن الأمر قد فقما

                                                          وأرى الذي أنشده ثعلب في الليم هو من هذا ، وإنما لين الهمزة الشاعر . ويقال : ريش لؤام ، إذا التقى بطن قذة وظهر أخرى . ويقال إن اللؤمة : جماعة أداة الفدان ، وإذا زين الرحل فجميع جهازه لؤمة .

                                                          ومن الباب اللأمة : الدرع ، وجمعها لؤم ، وهو على غير قياس . وسميت لأمة لالتئامها . واستلأم الرجل ، إذا لبس لأمة . قال :


                                                          واستلأموا وتلببوا     إن التلبب للمغير

                                                          والأصل الآخر اللؤم . يقولون : إن اللئيم : الشحيح المهين النفس ، الدني السنخ . يقال : قد لؤم . والملأم : الذي يقوم بعذر اللئام . فأما اللام غير مهموز فليس من هذا الباب ، يقال إن اللام : شخص الإنسان . قال : [ ص: 227 ]

                                                          مهرية تخطر في زمامها     لم يبق منها السير غير لامها

                                                          ويقال : اللام : السهم ، في قول امرئ القيس :


                                                          نطعنهم سلكى ومخلوجة     كرك لامين على نابل

                                                          .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية