الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( لبن ) اللام والباء والنون أصل صحيح يتفرع منه كلمات ، وهو اللبن المشروب . يقال : لبنته ألبنه ، إذا سقيته اللبن . وفلان لابن ، أي عنده لبن ، كما يقال تامر . قال :

                                                          [ ص: 232 ]

                                                          وغررتني وزعمت أنك لابن بالصيف تامر



                                                          والملبن : الكثير اللبن . وناقة لبنة : غزيرة . وإذا نزل لبنها في ضرعها فهي ملبن ، وإن كانت ذات لبن فهي لبون ، غزيرة كانت أو بكيئة . ورجل ملبون ، إذا سفه عن كثرة شرب اللبن . وأما الفرس الملبون فالذي يقفى باللبن : يؤثر به . ويقال : كم لبن غنمك ولبنها ، أي كم ذوات الدر منها .

                                                          ومما شذ عن هذا الباب [ اللبن ] : وجع العنق من الوساد ، يقال رجل لبن ، إذا كان به ذلك الوجع . ومنه اللبنة من الطين . قال ابن السكيت : هو أخوه بلبان أمه ، ولا يقال بلبن أمه ، إنما اللبن الذي يشرب . والذي أنكره ابن السكيت فغير منكر; لأن ذلك مأخوذ من اللبن المشروب ، كأنهما تلابنا لبانا ، كما يقال تقاتلا قتالا . وكان ينبغي أن يقول : هو من اللبن ، ولكنه لا يقال بلبن أمه إنما يقال بلبان أمه .

                                                          ومما يقارب هذا اللبان : الصدر ، بفتح اللام . واللبان : الكندر ، كأنه لبن يتحلب من شجرة . والقياس فيه واحد . ومنه اللبانة ، وهي الحاجة . وقد يمكن أن يحمل على الباب بضرب من القياس ، إلا أنه إلى الشذوذ أقرب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية