الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 446 ] ( نعم ) النون والعين والميم فروعه كثيرة ، وعندنا أنها على كثرتها راجعة إلى أصل واحد يدل على ترفه وطيب عيش وصلاح . منه النعمة : ما ينعم الله تعالى على عبده به من مال وعيش . يقال : لله تعالى عليه نعمة . والنعمة : المنة ، وكذا النعماء . والنعمة : التنعم وطيب العيش . قال الله تعالى : ونعمة كانوا فيها فاكهين . والنعامى : الريح اللينة . والنعم : الإبل ، لما فيه من الخير والنعمة . قال الفراء : النعم ذكر لا يؤنث فيقولون : هذا نعم وارد ; وتجمع أنعاما . والأنعام : البهائم ، وهو ذلك القياس . والنعامة معروفة . لنعمة ريشها . وعلى معنى التشبيه النعامة ، وهي كالظلة تجعل على رءوس الجبل ، يستظل بها . قال :


                                                          لا شيء في ريدها إلا نعامتها منها هزيم ومنها قائم باق

                                                          ويقولون : نعم ونعمى عين ، ونعمة عين ، أي قرة عين . ونعم الشيء من النعمة . وقد نعم فلان أولاده : ترفهم . ويقولون : ابن النعامة : صدر القدم . قال :


                                                          فيكون مركبك القعود ورحله     وابن النعامة يوم ذلك مركبي

                                                          وسمي به لأنه مكان لين ناعم . وتنعم الرجل : مشى حافيا . ويعبر عن الجماعة بالنعامة فيقال : شالت نعامتهم ، إذا تفرقوا . وهذا على معنى التشبيه ، أي كما تطير النعامة فقد تفرقوا هؤلاء . ويقولون : أتيت أرض بني فلان فتنعمتني [ ص: 447 ] إذا وافقته . ونعم : ضد بئس . ويقولون : إن فعلت ذاك فبها ونعمت ، أي نعمت الخصلة هي .

                                                          ومن الباب قولهم : نعم ، جواب الواجب ، ضد لا ، وهي أيضا من النعمة .

                                                          وعلى معنى التشبيه النعائم : كوكب . والنعائم ، خشبات ينصبن على الركي تعلق إليهن القامة ، إذا لم تكن للركي زرانيق . ويقال : إن شقائق النعمان حماه ابن المنذر فنسب إليه . ويقال : بل النعمان هاهنا : الدم . والأول أشبه . قال ابن دريد : " تنعمت زيدا : طلبته " ، كأنه أراد : أعمل إليه نعامته ، وهي باطن قدمه . ويقولون : نعم الله بك عينا ، [ ونعمك عينا ] ، بمعنى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية