( نهي ) النون والهاء والياء أصل صحيح يدل على غاية وبلوغ . ومنه أنهيت إليه الخبر : بلغته إياه . ونهاية كل شيء : غايته . ومنه نهيته عنه ، وذلك لأمر يفعله . فإذا نهيته فانتهى عنك فتلك غاية ما كان وآخره . وفلان ناهيك من رجل ونهيك ، كما يقال حسبك ، وتأويله أنه بجده وغنائه ينهاك عن تطلب غيره . وناقة نهية : تناهت سمنا . والنهية : العقل ، لأنه ينهى عن قبيح الفعل والجمع نهى .
وطلب الحاجة حتى نهي عنها ، تركها ، ظفر بها أم لا ، كأنه نهى [ ص: 360 ] نفسه عن طلبها . والنهي والنهي : الغدير ، لأن الماء ينتهى إليه . وتنهية الوادي : حيث ينتهي إليه السيول . ويقال إن نهاء النهار : ارتفاعه . فإن كان هذا صحيحا فلأن تلك غاية ارتفاعه .
ومما شذ عن هذا الباب إن صح يقولون النهاء : القوارير ، وليس كذلك عندنا . وينشدون :
ترض الحصى أخفافهن كأنما يكسر قيض بينها ونهاء
.