فالأول النوى . قال أهل اللغة : النوى : التحول من دار إلى دار . هذا هو الأصل ، ثم حمل عليه الباب كله فقالوا : [ نوى ] الأمر ينويه ، إذا قصد له . ومما يصحح هذه التآويل قولهم : نواه الله ، كأنه قصده بالحفظ والحياطة . قال :
يا عمرو أحسن نواك الله بالرشد واقرأ سلاما على الذلفاء بالثمد
أي قصدك بالرشد . والنية : الوجه الذي تنويه . ونويك : صاحبك نيته نيتك .والأصل الآخر النوى : نوى التمر . وربما عبروا به عن بعض الأوزان . ويقال إن النواة زنة خمسة دراهم . وتزوجها على نواة من ذهب ، أي وزن خمسة دراهم منه .
وبالهمز كلمة تدل على النهوض وناء ينوء نوءا : نهض . قال :
فقلنا لهم تلكم إذا بعد كرة نغادر صرعى نوؤها متخاذل
ومن الباب المناوأة تكون بين القوم يقال : ناوأه ، إذا عاداه . وهو قياس ما ذكرناه ، لأنها المناهضة ، هذا ينوء إلى هذا وهو ينوء إليه أي ينهض .